
أسباب ذبول النباتات وموتها متعددة ولكن جميعها تشبه أعراض العطش. فلو افترضنا أن هنا نبات تم قطع الماء عنه في فتره زمنية من عمرة فستظهر عليه أعراض العطش وهي عبارة عن تهدل أوراق وسيقان النبات الى أسفل ومن ثم اصفرارها وجفافها وموتها ويبدأ هذا من القمة الى أسفل. وهذا أمر طبيعي وسميت أمراض الذبول بهذا الاسم كونها لها نفس أعراض العطش تماماً.
وعليه كيف يحدث العطش للنباتات ومن ثم تظهر عليها الأعراض السابقة ؟
يمكن أن يحدث ذلك من خلال غلق الأوعية الخشبية الناقلة للماء والغذاء في الجذور والساق. وهذا منطقي وعليه ما هي المسببات لغلق هذه الأوعية الخشبية الناقلة بالنباتات ؟
مُسببات أمراض الذبول
1- الفطريات
هناك كتير من الأمراض الفطرية التي يطلق عليها فطريات أمراض التربة التي تصيب الأوعية الخشبية الناقلة بالنباتات وتسبب جراثيمها غلق لها مما يمنع دخول وصعود الماء للنبات وبالتالي يحدث له ذبول. وفي البداية يكون الذبول مؤقت كون الإغلاق يكون في بدايته ثم يصبح دائم وبالتالي يتسبب بالجفاف والموت. ومن أشهر هذه الفطريات هي الريزكتونيا والبثيوم والفيوزاريوم وفيرتيسيليم. وكل هذه الفطريات تحتاج لظروف انتشار رطوبة مرتفعة وحرارة عالية نسبياً. ومما يزيد الشكوك بالإصابة وجود الماء بشكل طبيعي حول النباتات وزيادة مع ذلك يوجد هناك ذبول للنباتات. وهذه يمكن الكشف عنها بعمل قشط للساق لمشاهدة جراثيم الفطر تغلق الأوعية الخشبية بشكل واضح. كما قد تحدث هذه الأعراض في بداية عمر النبات ويطلق عليها أمراض سقوط البادرات.
وتعالج هذه الفطريات بالوقاية قبل العالج من خلال الخطوات التالية :
- التهوية الجيدة للنباتات من خلال التقليم أسفل النباتات وزيادة مسافات الزراعة.
- التقليل من الري بالتحكم بشبكة الري وذلك حسب نوع التربة والجو وعمر النباتات.
- التخلص من المحصول السابق الذي يعتبر مصدر من مصادر نقل العدوى.
- عمل دورة زراعية بمنع زراعة نفس عائلة المحصول لعدة سنوات بنفس المكان.
- زراعة أصناف مقاومة للأمراض الفطرية.
- تعقيم التربة قبل الزراعة بالمواد الكيميائية أو الطبيعية.
- عدم نقل التربة من مكان لأخر إلا بعد التأكد من خلوها من الامراض.
- منع دخول الآلات الزراعية بعد عملها في مكان ما لأخر إلا بعد تعقيمها وغسلها.
- رش المبيدات الوقائية ومن ثم العلاجية حسب الحاجة.

2- البكتيريا
تصيب النباتات وتسبب لها الذبول حيث أنها لها القدرة من خلال افرازاتها اللزجة التي تفرزها ان تغلق الأوعية الخشبية بالساق وبالتالي تمنع وصول الماء والغذاء للنبات مما يتسبب عنه ذبول وبالتالي جفاف وموت. وفي حال قص الساق من مكان الإصابة تظهر مادة لزجة ذات لون شفاف مصفر وقد يكون له رائحة كريهة. وظروف انشار المرض الحرارة العالية والرطوبة المرتفعة. وزيادة قلوية التربة تعتبر عامل محفز لحدوث الإصابة ايضاً.
ولكن البكتيريا أضعف من أن تصيب النباتات من تلقاء نفسها فهي تحتاج لحدوث الجروح في الجذور والسيقان لتتمكن من الدخول للنباتات وتحدث الإصابة. كما أن وجود إصابة سابقة بحشرات أو حدوث تقليم أو حرث قريب من النباتات يزيد من احتمالية حدوث الأمراض البكتيرية.
وتعالج هذه البكتيريا من خلال التخلص من الظروف المساعدة في إنتشارها كما يلي :
- التخلص من المحصول السابق كونه المصدر الأول لمكوث البكتيريا عليه لعدة سنوات.
- التأكد من وجود صرف جيد للتخلص من الرطوبة الزائدة حول النباتات.
- زيادة مسافات الزراعة بالشكل المناسب والمطلوب لزيادة التهوية بين النباتات.
- زراعة أصناف مقاومة لأمراض البكتيرية.
- إتباع دورة زراعية طويلة لا تقل عن 5 سنوات لمنع دورة المرض في نفس المكان.
- التخلص من النباتات المصابة بالحقل بحرقها وتعقيم النباتات المجاورة.
- تجنب نقل التربة من مكان لأخر ومنع دخول الآلات قبل تعقيمها جيداً.
- تجنب الزراعة في الأراضي القلوية والزراعة في تربة تتراوح فيها PH=6-6.5.
- التسميد الجيد للنباتات لتقويتها لتستطيع تحمل الإصابة بالأمراض البكتيرية.

3- النيماتودا
كائنات حيوانية لا فقارية مجهرية تصيب الجذور وتسبب لها تعقدات وانتفاخات تمنع وتعيق امتصاص النبات للماء والغذاء. مما يترتب على ذلك ذبول القمة النامية وضعف النبات بشكل واضح خاصة عند التقدم بالإصابة. وكثير من النباتات لها القدرة على تحمل النيماتودا في الإصابة الخفيفة ولكن يصبح النبات متقزماً وأقل نمواً. وتعود قدرة النبات على المقاومة بتكوينه مجموعة كثيفة من الجذور فوق الانتفاخات العقد المتكونة من النيماتودا.
وتصيب النيماتودا الكثير من النباتات وفي درجات حرارة متفاوتة تتراوح من 10-35 درجة مئوية وهي محبة للتربة الطينية كونها دائماً تحتوي على الرطوبة اللازمة لحركتها.
ويمكن الوقاية من أثر النيماتودا في النيماتودا من خلال ما يلي :
- في حال الأراضي شديدة الإصابة من الأفضل تبوير الأرض لعدة سنوات قبل البدء بزراعتها.
- زراعة الأشتال السليمة الخالية من النيماتودا وذلك بالحصول عليها من مصدر موثوق.
- منع نقل الآلات الزراعية من مكان لأخر إلا بعد التأكد من تعقيمها وغسلها جيداً.
- التخلص من الأعشاب البرية التي تظهر مع النباتات الرئيسية كونها عوائل للنيماتودا.
- إتباع الدورة الزراعية وتعقيم التربة قبل زراعتها كيميائياً أو طبيعياً.

وبهذا نكون قد حددنا بعض الاحتمالات الممكنة التي تسبب ذبول للنباتات بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار كون المرض يكون يعمل بشكل داخلي وغير مشاهد من قبل المربي للنباتات. وحصرناها بثلاث أسباب رئيسية وهي الإصابة بالفطريات أو البكتيريا أو النيماتودا وهناك أسباب أخرى ولكن هذه تعتبر أهمها وتمثل أكبر احتمالات موجودة في عالم أمراض النبات. ونتمنى ان نكون قد قدمنا فائدة ولو بسيطة ودمتم بخير.