أهم عمليات الخدمة في الزراعة المائية الضرورية لنجاح زراعة الخضروات في الماء تختلف عن الخدمات المقدمة في الزراعة في الأرض. حيث أن الانتقال من الزراعة في التربة للزراعة بوسط مائي هذا يلزمك بأن يكون البديل موازي للأصل. حيث أن التربة عبارة عن بيئة طبيعية تتوفر فيها الكثير من العناصر الغذائية من العناصر الضرورية لنمو النباتات. كما أنها وسط يسمح بنمو الجذور بحرية ويعمل على تثبيت النباتات. وعلى من يريد الزراعة في الماء ان يدرك أهمية توفير وسط يسمح بامتصاص العناصر الغذائية بنوع من السهولة واليسر للنبات وهذا يتطلب معرفة مُسبقة بأهمية ضبط المحلول المغذي بعناية. والتعرف على أهم العمليات الخدمة في الزراعة المائية Hydroponics.
ما هي أهم عمليات الخدمة في الزراعة المائية ؟
- ضبط الـ PH (حموضة وقلوية المحلول المغذي)
- ضبط الـ EC (تركيز الأملاح بالمحلول المغذي)
- تعديل تركيز العناصر في المحلول المغذي
- المحافظة على حجم المحلول المغذي
وهذه الخدمة تختلف عن الخدمات التي تحدث في الزراعة التقليدية في الأرض. حيث تكون الخدمة هناك عبارة عن الخف والترقيع والتعشيب والتسميد والري وغيرها من الخدمات التي لا تلزم في الزراعة المائية. لذلك سنقوم الشرح بشيء من التفصيل عن أهمية كل خدمة من خدمات الزراعة المائية Hydroponics.
ضبط الـ PH (حموضة وقلوية المحلول المغذي)
ضبط حموضة وقلوية المحلول المغذي يعتبر ضرورة كونه أن العناصر الغذائية تحتاج لامتصاصها بشكل جيد لوسط متعادل يميل الى الحموضة 6-6.7 وهذا يتطلب باستمرار مراقبة المحلول من خلال جهاز (pH meter). وفي حال كان الـ PH غير مضبوط فنحن نتوقع عدم حدوث امتصاص لكثير من العناصر. مما يترتب على ذلك ظهور أعراض نقص العناصر على النباتات المزروعة بنظام الزراعة المائية. لذلك على القائمين على الزراعة المائية ضبط المحلول المغذي على PH مناسب الذي قد يختلف قليلاً من نبات لأخر حسب قدرة النبات على امتصاص العناصر الغذائية من المحلول.
وفي الصور التي أمامك ستشاهد أن كثير من العناصر تحتاج لوسط يميل للحموضة وخاصة العناصر الصغرى التي لا يمكن امتصاصها بشكل جيد في وسط يميل للحامضية. وعلى العكس تماماً وجود وسط قاعدي يمنع الكثير من العناصر الغذائية من الامتصاص من قبل النباتات ويحدث ترسيب لهذه العناصر. لذلك من يريد نجاح نظام الزراعة المائية عليه ضبط حموضة المحلول المغذي حتى يتمكن من إنتاج نباتي جيد ينافس الزراعة في التربة الطبيعية.
عند شراء جهاز قياس الـ PH فهو يحتاج الى معايرة لجعله يعمل بشكل جيد. وكما هو في الصور يأتي معه 3 تركيزات مختلفة من خلاله يمكن عمل 3 محاليل تركيزها كما يلي 9.18 , 6.86 , 4.01 حيث أن كل ظرف يتم تفريغه في كأس معياري يحتوي على ماء مقطر بكمية 250 مل. ومن ثم يتم وضع الجهاز في كل كأس وضبطه حسب الرقم المطلوب. حيث أننا في هذه الحالة نعرف حموضة وقولية المحلول ويجب على الجهاز يعني نفس الرقم. وهكذا يتم ضبط الجهاز.
ضبط الـ EC (تركيز الأملاح بالمحلول المغذي)
قياس الملوحة في المحلول المغذي مهم كونها أحد محددات امتصاص العناصر الغذائية بشكل جيد من قبل النباتات. وهنا تتمثل الأملاح بالأسمدة التي يتم إذابتها في الماء والتي تمد النباتات بالعناصر الغذائية. حيث أن تزايد الأملاح يزيد من الضغط الأسموزي القائم على انتقال العناصر الغذائية من المذابة في المحلول من التركيز المنخفض للتركيز المرتفع. وفي حال زيادة التركيز في المحلول المغذي عن اللازم لن يحدث امتصاص لهذا المحلول وسيحدث العكس. مما يتسبب في موت النباتات. لذلك من الضروري ضبط ملوحة المحلول المغذي باستمرار لنجاح الزراعة المائية.
تختلف النباتات بتحمل الملوحة فهناك نباتات معروفة بتحملها للملوحة وأخرى متوسطة التحمل وغيرها لا تتحمل الملوحة. وهذا من الضروري أن يكون معلوم لمن يمتلك نظام زراعة مائية. كما أن ملوحة المحلول المغذي هو من يحدد كمية الأسمدة المطلوب اضافتها للنظام. فكلما كانت ملوحة الماء المضاف قليلة زادت كمية السماد وطالت فترة اضافته. والعكس تماماً في حال زيادة ملوحة في الماء المستخدم في الزراعة المائية فهو يعيق نجاح الزراعة المائية.
ومن المفضل أن يكون الماء المستخدم في الزراعة المائية أقل من 800 pmm وأن يكون المحلول المغذي بعد أضافة السماد 1000-1500 pmm وهذا قد يختلف من نبات لأخر حسب تحمل النبات لتركيز الأملاح في المحلول المغذي.
تعديل تركيز العناصر في المحلول المغذي
تركيز المحلول المغذي قد يختلف بعدة عوامل وهذا يتطلب تعديله بشكل مستمر والتنبه للتغيرات التي تحدث. ومن أهم العوامل التي تؤثر على تركيز المحلول المغذي ما يلي:
1- درجة الحرارة: حيث أن ثبات درجة الحرارة للمحلول المغذي وهي درجة حرارة الغرفة 24 درجة مئوية سيجعل المحلول المغذي أكثر دقة عند وضع الأسمدة. حيث أن ارتفاع درجات الحرارة ستزيد من ذوبان الأسمدة بشكل كبير والعكس صحيح. حيث أن درجة حرارة المحلول المغذي المنخفضة تمنع الإذابة الجيدة للأسمدة ويزيد من ترسبها. لذلك من الضروري المحافظة على تركيز المحلول المغذي من خلال المحافظة على درجة حرارة المحلول المغذي.
2- نوع الأسمدة المضافة: هناك أسمدة صعبة التحلل وتحتاج الى وقت أطوال الإذابة. وعلى العكس تماماً هناك أسمدة سهلة الذوبان. وعليه من المهم استخدام أسمدة سائلة سهلة الذوبان وخاصة بالذراعة المائية للمحافظة على تركيز المحلول المغذي.
3- مراحل نمو النباتات: تختلف احتياجات النباتات حسب مراحل النمو. وعليه يجب تعديل تركيز المحلول المغذي حسب هذه الاحتياجات. حيث أن البداية يكون زيادة تركيز عنصر النيتروجين والمغنيسيوم والحديد أكثر من غيرة من العناصر كون النباتات تحتاج لنمو مجموعها الخضري . وهذا يختلف تماماً عند بدء تكون الثمار التي التي تحتاج لزيادة في عنصر الكالسيوم والبوتاسيوم. وهكذا وهذا يتطلب خبرة في تعديل المحلول المناسب لكل مرحلة.
4- نوع النباتات: هناك نباتات ورقية وهذه تختلف في احتياجها عن النباتات الثمرية أو الدرنية التي تحتاج لاحتياجات تختلف عن النباتات الورقية. وعليه يجب تعديل المحلول المغذي ليتناسب مع نوع النبات المزروع في نظام الزراعة المائية. وهناك محاليل خاصة تباع مخصصة لكل محصول حسب احتياجاته.
5- نوع المزرعة: المواد المستخدمة في المزرعة قد ينتج عنها بعض العناصر وتؤثر على تراكيز المحلول المغذي مثل استخدام حجارة التوف أو الصخور بأنواعها. وذلك بعكس أن يكون نوع المزرعة المائية بشكل كامل. كما ان النظام المفتوح يختلف تركيز المحلول المغذي عن النظام المغلق. مما يتطلب تعديل المحلول المغذي.
المحافظة على حجم المحلول المغذي
يعتبر التحكم في حجم المحلول مهم جداً في نمو الجذور بشكل سليم ونمو النباتات بدون تعرضها لخطر الانخناق والموت. حيث أن النباتات كما هي بحاجة لمحلول مغذي لنموها هي أيضاً في حاجة الى الفراغ المليء بالهواء لتبادل الغازات من خلال الجذور. وهذا لا يعني أنه لا يوجد أنواع من المزارع المغمورة تماماً بالمحلول المغذي ولكن هذا يحتاج لتوفير أجهزة توفير الأكسجين داخل المحلول المغذي بشكل مستمر.
ويختلف حجم المحلول المغذي حسب عمر النبات. حيث يمكن ابعاد المحلول المغذي بعيداً عن منطقة التاج (منطقة التقاء الساق بالجذر) كلما تقدم النبات بالعمر كما هو موضح بالمصور. وهذا مهم جداً حيث أن الجذور الفعالة والمسؤولة عن امتصاص العناصر هي الشعيرات الجذرية الموجودة في نهاية منطقة الجذور.
خدمة الزراعة المائية Hydroponics تختلف أخلاف كبير عن الخدمة المقدمة للنباتات في الأراضي التقليدية. وأفضل ما قد يخدم الزراعة المائية هي الخبرة. حيث أن الخبرة الناتجة من التجربة والتعلم من خلال الأخطاء والتعلم من الاخرين هو من يجعل الزراعة المائية تنجح بشكل كبير. لذلك على من يريد الزراعة بنظام الزراعة المائية عليه التعلم جيداً قبل البدء بعمل مشروع كبير لإنتاج محاصيل الخضروات بجميع أنواعها.