الزراعة المائية في الإمارات خطة بالطريق الصحيح يمنح الدولة قوة في موضوع الأمن الغذائي الذي يعتبر هدف الدول وخاصة الخليجية منها التي تعاني من قلة الأراضي الزراعية وسوء الظروف الجوية وندرة المياه. ومن وقت طويل بدأت الإمارات بجلب كل الوسائل الزراعة الحديثة لتوفر هذه التقنية المهمة وهي الزراعة بدون تربة في المحاليل المغذية. وتندرج الزراعة المائية في الإمارات تحت التكنولوجيا الزراعية الحديثة التي سعى لها الشيخ المؤسس زايد آل نهيان. فدعونا نتعرف على الزراعة المائية في دوله الإمارات والهدف منها وأهميتها كخيار استراتيجي للنهوض بالدولة.
أهمية مشروع الزراعة المائية في الإمارات
قد تتعدد الأهمية لمشروع الزراعة المائية وهي بالحقيقة كثيرة ولكن من أهمها:
1- توفير المياه
تعتبر المياه اليوم ثروة قومية يجب المحافظة عليها بكل الوسائل الممكنة وخاصة أن الإمارات دولة قليله الموارد المائية. والزراعة المائية تعتبر وسيلة جيدة من الوسائل الموفرة للمياه. حيث توفر حوالي 70% وخاصة في النظام المغلق.
2- الزراعة بكل مكان
لا تتطلب الزراعة المائية مكان معين فيمكن الزراعة على الأسطح وفي البيوت وفي الأماكن التي لا تصلح للزراعة. مما يجعلها ممكنة ومتوفرة للجميع. وهنا الدولة تشجع أن يتعلم الجميع أساليب الزراعة المائية لتكون سمو الشعب الإماراتي.
3- زيادة الإنتاج
الزراعة المائية تعطي إنتاجاً أسرع وأكثر وفرة حيث انها محمية بشكل أفضل من التربة. كذلك تتم الزراعة بشكل رأسي مما تستغل المساحة وتزيد كمية الإنتاج بالمساحة.
4- توفير منتجات طبيعية
الزراعة المائية أقل عرضة للمسببات المرضية مما يعني استخدام مبيدات أقل. حيث أن التربة الطبيعية من الضروري تعقيمها ورشها باستمرار لحماية المحصول.
أنواع الزراعة المائية في الإمارات
يوجد العديد من التقنيات الزراعة الخاصة بالنباتات حيث أن الخضروات الثمرية تختلف باحتياجاتها عن الخضروات الورقية وكذلك ظروفها البيئية. لذلك تنوعت الزراعة المائية من حيث الأنظمة المتوفرة في الإمارات ومنها ثلاث أنواع يمكن استخدام المحاليل المغذية فيها وتوفر المياه بشكل كبير.
1- نظام الهيدروبونيك
هو نظام يعتمد على الزراعة في محاليل مغذية تحتوي على جميع العناصر الغذائية. وتتوفر هذه العناصر بصورة محاليل تنصف على بمحلولA وأخر محلول B . ويتم خلطهما بالماء عند الاستخدام. مع مراعاة ضبط حموضة المحلول وملوحته. ويمكن في هذا النظام زراعة أغلب أنواع الخضروات. وقد تختلف شكل النظام من حيث المظهر ولكن تتشابه من حيث المضمون. حيث أن النظام يتكون من صندوق المحلول الذي يضل الى النباتات من خلال خطوط الري بواسطة دفاع الماء (الماتور) ومن ثم يعود مرة أخرى لصندوق المحلول مع مراقبة المحلول وتعديله ليتلائم مع نمو النبات.
2- نظام الاكوابونيك
هذا النظام لا يعتم على المحاليل المغذية كما في السابق ولكن يعتمد على مياه السمك التي يتم استبدالها في مزارع السمك مع التعديل عليها كونها تحتوي على الامونيا السامة التي تحول الى نترات يستفيد منها النباتات. وهي جيدة للنباتات الورقية ويمكن استخدامها لزراعة اغلب الخضروات ان تم تعديلها وتزويدها بالعناصر الناقصة. وهذا النظام موفر ومتكامل كونه ينتج منتجات حيوانية ونباتية بدون فاقد وبشكل تكافلي وقد يكون شكل النظام كما سبق.
3- نظام الايروبونيك
نظام قد يستخدم المحاليل المغذية أو مياه السمك المعدلة ولكن الفرق هنا أن الجذور تكون في الفراغ ويصلها الماء من خلال رشاشات ورذاذ المحلول المغذي. لذلك تعتبر هذه الطريقة رائعة لزراعة الخضروات الدرنية وخاصة البطاطس. وبالغالب يكون شكل النظام عبارة عن صناديق في أعلها غطاء مثبت في منتصفه النبات وفي قاع الصندوق رشاشات المحلول.
تشجيع وزارة الزراعة الإماراتية للزراعة المائية
وفرت وزارة الزراعة وسهلت جلب كل التقنيات التي تساعد على نشر ثقافة الزراعة المائية مما جعل الزراعة بدون تربة تنتشر بشكل جنوني في الإمارات. كما شجعت الدولة على الزراعة المائية من خلال الورشات الزراعية واستقطاب الخبراء. واليوم تعتبر الزراعة المائية في دولة الإمارات ناجحة بظل الاهتمام المتزايد من قبل الدولة في تقوية الامن الغذائي والبعد عن استيراد السلع الأساسية من الطماطم والخيار التي تعتبر من أكثر المحاصيل الخضروات طلباً في السوق. وتبقى التحديات بالزراعة المائية كونها تحتاج الى:
- تحتاج الزراعة الى الخبرة والدراسة كونها تعتمد على التعامل مع المحاليل المغذية.
- التكلفة الإنشائية لبناء بيوت محمية ونظام زراعة مائية مرتفع نسبياً مقارنة بغيرها.
والدولة الإمارتية ممثلة بوزارة الزراعة تدعم كل الجهود والمشاريع التي تتجه نحو الزراعة المائية التي تخدم الهدف العام والاستراتيجي بتوفير المياه والزراعة بوفرة لدعم الأمن الغذائي بدولة الإمارات. لذلك تجد الندوات العلمية والعملية والنشرات التوعوية التي تحث على أهمية الزراعة المائية.
أشهر المزارع المائية في الإمارات
تنتشر في الإمارات الكثير من الشركات الزراعة المائية والتي تزود صغار المزارعين والمبتكرين بالأدوات اللازمة للزراعة بدون تربة ومنها الزراعة بدون تربة. ومن هذه الشركات:
1- شركة بادية
هي من الشركات الرائدة في الزراعة المائية وتعتمد في الزراعة على الزراعة المائية الرأسية بشكل رفوف. والمنتجات خالية من المبيدات كونها تزرع في بيئة معقمة وخالية من مسببات الامراض. وتعتمد الزراعة في هذه الشركات على الزراعة بواسطة المحاليل المغذية. وتعتبر شركة بادية هي أول الشركات التي زودت المطاعم الفاخرة في الإمارات بالمنتجات العضوية. ويوجد بالشركة أفضل الوسائل التكنولوجية التي تساعدها على الزراعة بعيداً عن أشعة الشمس والزراعة في نظام مغلق يتم التحكم فيه بالضوء والحرارة والرطوبة والمغذيات وغيرها من مستلزمات الزراعة. وتنتج المزرعة ربع طن من الخضروات الورقية يومياً. وعنوان المزرعة المنطقة الصناعية 1، القوز، دبي.
2- شركة مزارع الإمارات المائية للخضار
تمتلك الشركة أكبر المزارع المائية المتكاملة التي تأسست عام 2005. حيث أن المزارع المائية التي تملها الشركة تعتبر من اكبر المزارع في الإمارات وتنتج العديد من الأطنان من الخضروات الورقية يومياً لتزويد المطاعم وغيرها. كما تزود الشركة صغار المزارعين والمهتمين بالزراعة المائية بكل مستلزمات وأدوات الزراعة المائية. وتقع المزرعة في الباهية، أبوظبي.
3- شركة مزارع مدار
تعتبر من الشركات الرائدة في الزراعة المائية في الإمارات العربية من خلال استخدام الوسائل الزراعية الحديثة. كما تشارك المزرعة بالهدف العام للدولة في توفر الغذاء وتقوية الأمن الغذائي في الإمارات. وتنتج الكثير من الأطنان من الخضروات الورقية وغيرها لتزود المطاعم وغيرها بالمنتجات العضوية الخالية من المبيدات. وتقع المزرعة في مجمع الذهب والألماس، المنطقة الصناعية 3، القوز، دبي. ويقع مركز الأبحاث التابع لها في حديقة مصدر، مصدر، أبوظبي.
لا شك أن الزراعة الناجحة هي التي توفر الغذاء بأقل المدخلات وخاصة التي توفر كمية المياه. لذلك سعت وما زالت الإمارات تسعى لتوفير الامن الغذائي القائم على توفير المياه بأحدث الوسائل الزراعية الحديثة. والزراعة المائية وسيلة رائعة لزيادة الإنتاج بأقل كمية مياه. وفي نهاية مقالنا عن الزراعة المائية في الإمارات نتمنى مزيداً من التقدم والتطور لدولة الإمارات العربية في مجال الزراعة الحديثة.