زراعة الذرة الصفراء (الشامية) في الحقول يتطلب المعرفة الكافية بمتطلبات زراعتها. فمحصول الذرة يعتبر من أقدم المحاصيل التي عرفها الإنسان و استخدمها كغذاء لة و للحيوانات و الطيور الداجنة. و هو يأتي بالمرتبة الثالثة بعد القمح و الأرز من حيث المحاصيل الإقتصادية. و تعتبر المكسيك هي الموطن الأصلي لنبات الذرة الصفراء ثم إنتقل الى أوروبا ثم أسيا و أفريقيا. و تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي المنتج الأول للذرة بمعدل 400 مليون طن سنويا. و إنتاج العالم من الذرة مليار طن سنوياً .
مواعيد زراعة الذرة الصفراء (الشامية)
يعتبر محصول الذرة من الخضروات الصيفية التي تحتاج لدرجة حرارة عالية نسبياً. حيث تزرع البذور مباشرة في التربة بعد منتصف شهر فبراير بداية الربيع. كما يمكن التبكير بالزراعة داخل الأنفاق في مرحلة انخفاض درجات الحرارة. كما أن بعض المزارعين أصبحوا يقومون بتشتيلها في المشاتل لتوفير الوقت و تقصير مدة المحصول في الأرض. و تعتبر أفضل درجة حرارة لإنبات بذور الذرة 32-35 درجة مئوية .
تحضير الأرض قبل الزراعة
يعتبر محصول الذرة من النباتات المجهدة للتربة لذلك يفضل زراعته بعد محصول شتوي بقولي. و التربة المفضلة هي الطينية الخصبة جيدة الصرف. حيث يتم حرث التربة بشكل متاعمد و من ثم تنعيمها و وضع السماد الأساسي بمعدل 5-7 كوب من السماد العضوي المتخمر و 100كجم سوبرفوسفات و 50كجم سماد سلفات البوتاسيوم. ثم تخلط بالتربة و تنعم بشكل جيد مع التسوية. و من بعدها يتم تركيب شبكة الري بالتنقيط و تجربتها و تشغيلها عدة ساعات لتخمير مكان الزراعة .
كمية التقاوي للذرة الصفراء (الشامية)
يحتاج الدونم الواحد من البذور 5 كجم من البذور و كمية أقل لمن يزرع بالتشتيل. حيث أن الكمية المستخدمة في الزراعة المباشرة 3 أضعاف الكمية المستخدمة في المشتل. و بشكل عام يحتاج الدونم 4000 شتلة. كما أن الأبحاث تؤكد أن زيادة حجم البذور تعطي نباتات أكبر و أقوي. لذلك عند شراء البذور نحرص على أخذ البذور الأكبر حجماً و المعقمة. وأن يتم الشراء من مصدر موثوق لأن أغلب البذور يتم إنتاجها محلياً .
طريقة زراعة الذرة الصفراء (الشامية)
تزرع بذور الذرة الصفراء على خطوط (أثلام) المسافة بينهم 70-80 سم و المسافة بين البذور في نفس الخط 30-40 سم. على عمق 5سم و يوضع في كل جورة 2-3 بذور. و تتم الزراعة يدوياً في المساحات الصغيرة و بالميكنة للمساحات الكبيرة. و بعد وضع البذور في الجور و دفنها تروى الأرض بالماء لدرجة التشبع و من ثم تترك حتى الإنبات. أما في حال زراعة الأشتال تزرع بوجود الماء حتى التشبع ثم يعادر ريها كل 4-7 أيام حسب نوع التربة و درجات الحرارة مع الحرص عدم جفاف التربة حول النباتات .
خدمة محصول الذرة الصفراء بعد الزراعة
الخف و الترقيع
بعد أيبوع من زراعة بذور الذرة تتم عمليتي الخف و الترقيع. حيث يتم خف الجور التي نمت بذورها و يترك نبات واحد في كل جورة. أما الجور التي لم يحدث نمو لأي بذورها يتم تعويض ذلك ببذور منقوعة مدة 12 ساعة حتى لا يحدث تفاوت كبير في نمو النباتات. أما الحقول المزروعة بالأشتال تتم لها عملية ترقيع فقط للجور الغائبة التي ماتت أشتالها بعد أسبوع من الزراعة بأشتال من نفس العمر تركت بالصواني عند الزراعة لهذا الغرض .
الري و التسميد
يحتاج نبات الذرة حوالي 3500 مترمكعب خلال موسم الزراعة حيث يتم الري كل 7-10 أيام حسب نوع التربة ودرجات الحرارة. و الكميات تبدأ بالتدريج حتى الوصول لفترة تكوين الأكواز ثم تتناقص تدرجياً حتى يتوقف قبل الحصاد بأسبوعين حتى لا يحدث رقاد للمحصول و تجف الأكواز و لا يحدث لها تعفن. مع مراعاة أن النبات حساس للتعطيش في بداية حياته و أثناء تكون(الشرابة_ الخيوط الحريرية). أما التسميد فيستجيب النبات للتسميد النيتروجيني بشكل كبير لذلك تسمد بالأسمدة المركبة العالية النيتروجين حتى مرحلة بداية تكون الأكواز. ثم نستخدم السماد المركب المتعادل العناصر الغذائية و الكميات حسب المحصول السابق و التربة و عمر النبات .
العزق و التعشيب
تهدف عملية العزق لتحريك التربة حول النباتات و تهويتها و تكسير الأنابيب الشعرية و تقليل نسبة الأملاح و التخلص من الأعشاب و تحضين و ترديم التراب حول السيقان مما يقلل من عملية الرقاد مستقبلاً نتيجة تكوين النباتات للجذور العرضية و الدعامية. و تتم هذه العملية يدوياً أو بالميكنة الزراعية.
التوريق و التطويش
و هي عملية يقوم بها المزارعين لتوفير العلف الأخضر للماشية خلال فترة الصيف. حيث يقومون بتطويش القمة النامية (الأزهار المذكرة و بعض الأوراق) و توريق و إزالة الأوراق السفلية و هي مازالت خضراء. و لكن هذا يعود بالضرر السلبي على قدرة النبات على الإنتاج بشكل كبير .
الوقاية و المكافحة
تصاب الذرة الصفراء بالكثير بالأمراض الفطرية من أصداء و تفحمات وبالحشرات. لذلك تبدأ عملية المكافحة من قبل الزراعة بتعقيم الأرض و تنظيفها لمنع نقل الأمراض و الحشرات من المحاصيل السابقة أو ساكنة بالتربة. كما نستمر بالمراقبة من بداية ظهور البادرات حتى لا نقع في الحد الإقتصادي الحرج للأمراض و الحشرات و سنتحدث لاحقاً عن الأمراض و الحشرات التي تصيب محصول الذرة .
النضج و الحصاد
تبدأ علامات ظهور نضج المحصول بعد 90-100 يوم من الزراعة و تحصد بعدها مباشرة. و العلامات هي جفاف الأوراق و السيقان و تصلب الأكواز و جفاف الحبوب و ظهور ندبة سوداء في قاعدة الحبوب. و تتم عملية الحصاد يدوياً أو بالميكنة الزراعية. و بعدها يتم نزع الأكواز من النبات و تقشيرها و تعريضها للشمس لتجف تماماً أو تبقى في اغلفتها حسب الغرض من إستعمالها.
أمراض و آفات الذرة الصفراء (الشامية)
الأمراض الفطرية :
1- الصدأ العادي : تظهر أعراضها على شكل بثرات بنية محمرة تشبة الصدأ. ثم تنفجر هذه البثرات و تنتشر و تصيب جميع أجزاء النبات. و يقاوم هذا المرض بزراعة أصناف مقاومة و التقليل من الرطوبة و زيادة المسافات و التبكير بالزراعة و عدم زيادة التسميد النيتروجيني بشكل مبالغ. كما تستخدم المبيدات كحل أخير.
2- التفحم العادي : تظهر بقع لجراثيم سوداء تشبة الفحم. و تصيب جميع أجزاء النبات و تسبب خسارة كبيرة عند إصابة الكيزان. و تقاوم بتقليل الرطوبة و التخلص من الأجزاء المصابة و إستخدام المبيدات .
3- تفحم الرأس : هو من فطريات التفحمات يصيب الكيزان ويحولها لأكياس ملئية بالجراثيم لها غلاف رقيق. ثم ينفجر و تصبح الكيزان ملوثة باللون الأسود المتفحم من أثر الجراثيم. و يقاوم بتخفيف الرطوبة و المكافحة الكيميائية.
4- تبقع الأوراق الهلمنثوسبوري: أهميتة الإقتصادية اقل من الفطريات السابقة. تظهر أعراضة على الأوراق ببقع مصفرة ثم رمادية مصفرة أو قد تتحول لأخضر زيتوني مسود. و تبدأ الإصابة بالاوراق السفلية اولاً. و قد تصيب أغلفة الكيزان. و تقاوم بتخفيف الرطوبة و المكافحة الكيميائية .
5- البياض الزغبي : تظهر الإصابة بالأماكن المرتفعة الرطوبة. حيث تظهر الأوراق بلون أصفر شاحب و الأوراق متجلدة و ملتوية. و يظهر الزعب أسفل الورقة مقابل للبقع العلوية التي تصبح تشبة الموزيك. و تقاوم بالتخفيف من الرطوبة و التخلص من النباتات المصابة و حرقها و زراعة أصناف مقاومة و وصولاً لإستخدام المبيدات .
6- العفن الفحمي : يصيب جميع مراحل نمو النبات و يسبب فشل الإنبات و موت البادرات. يشتد المرض بإرتفاع الحرارة و الرطوبة المنخفضة. و يقاوم بإتباع دورة زراعية و التسميد الجيد و عدم إحداث جروح للنباتات و الزراعة على مسافات محددة و إستخدام المبيدات في حال الإصابة.
7- تبقع الأوراق السركسبوري : يتسبب هذا المرض بالضرر الكبير للمحصول. و تسوء الحالة عند الإصابة بفيروس التبرقش. مما يؤدي لتساقط الأوراق و موت النباتات. و الأصابة تتميز ببقع أسود مصفر كبيرة تندمج مع بعضها البعض مع تقدم الإصابة. و تقاوم بزراعة أصناف مقاومة و عدم الإفراط بالتسميد النيتروجيني و التخلص من النباتات المصابة و إستخدام المبيدات.
الآفات الحشرية :
1- دودة القصب الكبيرة : تقوم اليرقات بالثقب بالسيقان و تسبب ثقوب بالأوراق و الكيزان. و يصبح النبات معرض للإصابات الفطرية. و تقاوم هذه الخشرة بالنظافة و التخلص من الحشائش و بقايا المحصول السابق و إستخدام المبيدات الحشرية المتخصصة.
2- دودة القصب الصغيرة : تقوم يرقاتها بالحفر سطحياً بالسيقان أنفاقاً دائرية. مما يضعف السيقان. كما تقب الاوراق و الكيزان و تشاهد اليرقات و خيوطها بين الاغماد. و تقاوم بالنظافة و التخلص من الحشائش و المبيدات.
3 دودة الذرة الأوروبية : تعمل على إحداث أنفاقاً في الأوراق وعروقها. و بتقدم الإصابة تصيب قواعد الكوزان و تتسبب بسقوطها و ضعف النبات و سقوطة. و تقاوم بالتخلص من الحشائش و إستخدام المبيدات الحشرية.
4- من الذرة : تبدأ الإصابة بعد وصول النبات لإرتفاع المتر. حيث تظهر مستعمرات المن و ظهور الندوة العسلية و تقوم الحشرة بإمتصاص العصارة و تضعف النبات. و تزداد الإصابة بجذب حشرة دودة اللوز الامريكية . و تخدث الإصابة بالحقول التي تم زراعتها متأخرة. و تقاوم بالتخلص من النباتات المصابة و الحشائش و المكافحة الكميائية.
كما تصاب بالعديد من الحشرات الأخرى العامة مثل دودة اللوز الامريكية و الدودة الخضراء و دودة ورق القطن و غيرها .
الآفات الحيوانية :
1- النيماتودا : تعتبر من الأفات الحيوانية التي تصيب كثير من النباتات من ضمنها الذرة الصفراء التي تعمل على تقزم النباتات و ضعفها نتيجة مهاجمة النيماتودا للجذور و تعقدها. و تقاوم بالتعقيم قبل الزراعة بالمبيدات المعقمة أو أستخدام مبيدات النيماتودا الخاصة قبل الزراعة أو بعدها .