زراعة الزعتر في المنزل بالأصص والحاويات على البلكونة أو على السطح يعتبر اليوم ضرورة وخاصة بعد الاستخدام المفرط للمبيدات. وهذا النبات يعتبر صيدلية متكاملة في البيت كونه يستخدم كنبات طبي للعلاجات المنزلية مثل أوجاع المعدة والبرد وتقوية المناعة. كما يعتبر النبات من النباتات التي تستعمل كبهار في الكثير من المأكولات الشعبية. لذلك يعتبر نبات الزعتر من النباتات الهامة التي يجب زراعتها في المنزل والمحافظة عليها فشكلها ورائحتها ومذاقها عشق للكثيرين. وكما أن الزعتر يمكن استخدامه بكامل أجزاءه الخضرية كما هي أو طحنة بعد تجفيفه. فلا تحرم نفسك من زراعة الزعتر في المنزل فهو من اهم النباتات العطرية والطبية في وقتنا الحاضر والماضي والمستقبل. فدعونا نتعرف على زراعة الزعتر في المنزل على البلكونة والأسطح.
متطلبات زراعة الزعتر في المنزل
أو ما يخطر بالبال عند زراعة الزعتر هو كيف يمكنني زراعة الزعتر وما هو المكان المناسب للزراعة وهل نحتاج لتربة معينة لزراعته أم انه يجود في جميع الترب. كما يخطر ببالنا هل هذا النبات من عشاق الماء أم أنه يحتاج للقليل منه ؟ والكثير من الأسئلة التي يمكن اختصارها بمتطلبات وخدمة نباتات الزعتر. وهي تتلخص بالنقاط التالية :
- من الضروري أن يكون المكان تصله أشعة الشمس بشكل مباشر بما لا يقل عن 6 ساعات. وهذا ضروري لنمو النبات وتطوره وحصولك منه على إنتاج جيد.
- حجم الأصيص أو الأوعية المستخدمة يجب أن تتناسب مع حجم النبات. لذلك يجب أن لا يقل حجم الأصيص عن 4 لتر. وأن كان أكبر من ذلك فهو أفضل لنمو النباتات.
- يجود في جميع الترب ولكن يفضل أن تكون التربة التي ستستعمل في المنازل هي التربة الصناعية التي تتكون من البيتموس والبيرلايت والفيرموكلايت كونها وسط ملائم للزراعة يتميز بالتهوية الممتازة والرطوبة المناسبة وخفيفة الوزن يمكن حملها وتجهيزها فوق الأسطح بكل سهولة. وأن لم يوجد يمكن استخدام خليط من التربية الرملية والطينية مضاف لها الكمبوست أو السماد العضوي المتخمر.
- يعتبر الزعتر من النباتات الغير محبة لكثرة الري وتتحمل العطش ولكن هذا لا يعني عدم الاهتمام بالري. ونكتفي بريها حسب نوع التربة والظروف المناخية وعمر النبات.
- التسميد لنبات الزعتر مهم ويزيد من نموه وقوته لذلك من المهم تسميد الزعتر مع كل ريه بمعدل 2 جم من سماد مركب NPK على كل لتر من الماء. ونهتم بذلك بعد عمليه قطف أوراق وسيقان الزعتر ليعزز من نموه. مع الحرص أن يتم التسميد بعد أسبوعين من الزراعة وليس مباشرة.
- بالنسبة للأمراض والآفات التي تصيب النباتات ليست كثيرة ولا أنصح باستخدام المبيدات في المنزل لذلك يتم مراقبة ومتابعة النباتات بشكل يومي وإزالة الأوراق المصابة وحرقها. كما أن أكثر الأمراض التي تحدث للزعتر هي أمراض أعفان الجذور وهي ناتجة عن زيادة الري لذلك يجب الاعتدال في الري وعدم الافراط به.
طرق زراعة الزعتر في المنزل
يزرع الزعتر بطريقتين أولهما البذور والأخرى العقل وهي عبارة عن سيقان لا تزيد طولها 10-15سم يتم غمسها في التربة لتكون جذور. ولكن اليوم يمكن شراء أشتال الزعتر جاهزة وزراعتها في منزلك. لذلك يمكنك اختيار مشتل موثوق به وطلب أشتالك بسعر بسيط وغير مكلف. ويتم التحضير للزراعة كما يلي:
نقوم بتحضير التربة بخلطها مع الكمبوست أو السماد العضوي أو شراء التربة الصناعية الجاهزة وهذا ما نفضله. ومن ثم نقوم بتعبئة الأصص بالتراب مع مراعاة ترك مساحة كافية لزراعة الأشتال أو البذور ومن ثم نقوم بالري مباشرة. وتظهر أول علامات نجاح الزراعة بظهور أوراق جديدة بعد الزراعة أو نمو البذور وظهورها فوق سطح التربة.
مواعيد زراعة الزعتر مهم معرفتها لتوفر الظروف المناسبة لنمو النباتات وزيادة قوتها وإنتاجها. حيث يزرع الزعتر في موعدين الأول في بداية الربيع في شهري 2-3 أو في بداية الخريف في شهري 8-9 من كل عام.
يزرع الزعتر على مصاطب بعرض 140-160سم والمسافة بين الخطوط 25سم وبين النباتات على نفس الخط 25سم. في الأرض المستديمة. ولكن في الأصيص الواحد يزرع نبات واحد فقط وتكون المسافة بين الأصيص والأخر صفر كون النبات مزروع في وسط الأصيص. والمحدد لكمية الأشتال المساحة المراد زراعتها سواء في البلكونة أو السطح.
خدمة نباتات الزعتر في المنزل قليلة ولكن من المهم المحافظة على الري أن يكون معتدلاً وبعيداً عن الزيادة حتى لا تحدث الأمراض. ويكون الري حسب نوع التربة والظروف الجوية وعمر النبات. أما بالنسبة للتسميد فيتم بعد أسبوعين من الزراعة بكمية0.5 جرام لكل لتر من السماد المركب المتوازن ثم تزداد الكمية تدرجياً وصولا بعد ذلك الى 2 جرام من السماد لكل لتر ماء. ولا ننصح باستخدام المبيدات في المنزل ونؤكد على المكافحة الميكانيكية والزراعية والطبيعية البعيدة عن المبيدات الكيميائية.
مواعيد قطف الزعتر
من الناحية الاقتصادية يتم قطف الزعتر بعد سنتين من الزراعة ولكن يمكن قطف الزعتر والحصول على إنتاج بعد سنة أو أقل حسب موعد الزراعة. وفي المنازل يتم الزراعة في شهري 8-9 ويمكن الحصول على نموات من الزعتر في شهري 2-3. ولكن في حال الزراعة في بداية الربيع سنحتاج للانتظار سنة كاملة للحصول على إنتاج من الزعتر.
وبعد القطفة الأولى بداية أشهر الربيع يمكن تكرار قطف الزعتر كل شهرين مرة أي يعني يمكن الحصول على 5 قطفات من الزعتر في السنة. وطبعاً تزداد الكمية مع تقدم عمر النبات. وفي المنزل مهما كانت الكمية تعتبر جيدة وخاصة انك ستحصل عليها طازجة وخالية من متبقيات المبيدات.
ويتم القطف بترك 5سم من النبات فوق سطح التربة مع ترك2-3 أفرع من النبات ليكون هناك توازن بين المجموع الخضري والجذري. ولكن في المنازل يكون القطف أخف من ذلك. حيث يتم القطف حسب الحاجة. مع العلم أن القطف بشكل مستمر يحفز النبات على النمو والزيادة بالحجم. فلا تتردد في القطف وألا تزيد المدة عن شهرين.
وفي نهاية مقالنا عن زراعة الزعتر في المنزل نقول ان الزراعة المنزلية تعتبر مهمة وذات فوائد متعددة صحياً ونفسياً ومادياً واجتماعياً فالزراعة حياة. فأنت تستثمر في صحتك قبل كل شيء. فلا تتردد في البدء بالزراعة للوصول الى الاكتفاء الذاتي الذي يمكنك من توفير احتياجاتك من الخضروات والفاكهة والتوابل وغيرها. وهنا نصل لنقول لكم أن زراعة الزعتر في المنزل تعتبر أيقونة للصحة والرائحة الطيبة. ودمتم بخير وصحة وعافية.