تشخيص أمراض النبات : كثير ممن يعشقون النباتات يعانون من ظهور أعراض على نباتاتهم تجعلهم بحيرة من أمرهم مما يجعلهم يقفون أمام سؤال مهم هل هذه الأعراض هي لمرض أم لحشرة أم هي نقص في أحدى العناصر و لمعرفة ذلك نحتاج لبعض التفاصيل المهمة للوصول للإجابة و نستطيع تشخيص النبات .
في البداية عند الدخول للحقل أو الحديقة المزروعة بأحد النباتات يجب الإجابة على ما يلي :
موقع ظهور الإصابة :
يجب ان تحدد مكان بداية الأصابة ففي حال الإصابة بالحشرات تكون بداية الإصابة بالغالب في طرف الحقل أو الحديقة. أما في حال الأمراض تكون بداية الإصابة ببقعة في منتصف الحقل. أما نقص العناصر فتكون الإصابة شاملة كل الحقل لأن المشكلة تخص التربة .
و علية من المستحيل أن يكون ظهور نقص العنصر على نبات وأحد بل يعم كل الحقل أو الحديقة بعكس المرض. واللإصابة الحشرية فأنها تبدأ بنبات واحد و ببقعة محددة ثم تنتشر .
مظهر إجزاء النبات المصاب :
في حال نقص العناصر هو فقط نزع اللون بدون حدوث أي عرض أخر مثل البقع أو الجروح و التمزيق. اما في حال الأمراض تبدأ بظهور أعراض المرض من تبقعات حسب المرض ثم يظهر مسببات المرض بشكل جراثيم في حالة متقدمة. أما الإصابة بالحشرات تستدل عليها من بعض الأعراض الظاهرة كالقرض و التمزيق و تجعد الأوراق كما ستجد المسبب حول المكان المصاب .
أولاً : في حال تحديد أن الأعراض ناتجة عن نقص العناصر
كيف يمكن تحديد العنصر التي تظهر اعراض نقصة على النبات ؟
بكل بساطة يتم تقسيم النباتات لثلاث مناطق و هي :
- المنطقة السفلية للنبات
- المنطقة الوسطى للنبات
- المنطقة العلوية للنبات
حيث أن هناك عناصر تظهر أعراضها في المنطقة السفلية و نسميها العناصر المتحركة التي لها وزن ذري قليل. و بالتالي هي خفيفة يمكنها الحركة بالنبات بكل سهولة مثل النيتروجين و الفوسفور و البوتاسيوم .
و هناك عناصر بطيئة الحركة و تظهر أعراضها في وسط النبات في البداية و لها وزن ذري متوسط . و لذلك حركتها بطيئة داخل النبات مثل النحاس و المعنيسيوم .
و هناك عناصر تظهر اعراضها في نهاية النبات في القمة النامية بسبب أنها غير متحركة لثقل وزنها الذري فحركتها معدومة داخل النبات. مثل الحديد و الزنك و الحديد و الكالسيوم و المنجنيز .
يوجد احتمالين لنقص العناصر الغذائية :
الأول : عدم وجود أو قلة العنصر في التربة نتيجة إستنفاذة .
الثاني : وجود العنصر في التربة و عدم قدرة النبات الإستفادة منة .
في الحالة الأولى يمكن التسميد مع الري بالعنصر الذي به النقص بدون أي مشاكل , أما في الحالة الثانية لا يفيد التسميد بالتربة لوجود العنصر بالتربة و يتم التسميد الورقي كحل أو معرفة السبب في ظهور أعراض النقص .
من الإحتمالات القوية لحدوث الحالة الثانية هي درجة الـ PH للتربة. حيث أن النباتات تمتص العناصر الغذائية بشكل سهل في الوسط الذي يميل للحموضة 5.5 – 6.7 و هذا غير متوفر في تربتنا في الوطن العربي حيث أن تربتنا تميل للقاعدية , فيكون الحل التسميد الورقي او تعديل PH التربة بالأسمدة ذات التأثير العضوي أو التسميد العضوي أو أضافة بعض الأحماض مع الري كحمض الفوسفوريك أو حمض النيتريك بكميات قليلة .
بعد حصر مكان حدوث النقص تقل الإحتمالات و يسهل تحديد العنصر الذي ينقص النبات فلو حصرنا الإحتمال أسفل النبات ستكون هناك ثلاث عناصر محتملة و هي النيتروجين و الفوسفور و البوتاسوم و بالتالي نحتاج هنا نتعرف على العلامات المميز لكل عنصر منها و هكذا حتى الوصول للعنصر المراد و هي كالتالي :
- النيتروجين يحدث أصفرار شاحب على شكل حرف v ثم يعم كل الورقة .
- الفوسفور ظهور بقعة بنفسجية اللون على السطح السفلي للورقة .
- البوتاسيوم ظهور بقع بنية و حروق على حواف الورقة مع إنثناء نهاية الورقة .
ثالثاً : في حال تحديد أن الأعراض ناتجة عن مرض أو حشرة
تشخيص أمراض النبات
تعتبر الرطوبة هي السبب الرئيسي لإنتشار الأمراض لذلك نجد أن اغلب الأمراض تبدأ أسفل النباتات بالقرب من التربة وبوسط الحقل و تشمل هذه الأمراض الفطرية و البكتيرية و لكل منها أعراضها الخاصة حيث يظهر لكل مرض أعراض خاصة تميزها عن غيرها من الأمراض فمثلا نجد البياض الدقيقي يظهر على شكل بقع صفراء ثم تبدأ لتعم الورقة و تلتحم ببعضها البعض ثم تظهر الجراثيم بلون أبيض تشبة الدقيق و مثال اخر البياض الذغبي الذي يظهر على شكل بقع مضلعة و غيرها من الأمراض التي لا مساحة لذكرها هنا و ستجدونها في قسم أمراض الخضروات , و تحل هذه المشكلة من خلال تهوية المكان و تقليل الرطوبة و استخدام المبيدات المتخصصة لكل مرض .
تشخيص آفات الحشرات
فمنها ما نجدة اسفل النباتات مثل الدودة القارضة و الحفار تقوم بالتغذية على النباتات بقرضها من منطقة التاج و الإختباء أسفل التربة ,و منها ما هو موجود في قمة النبات تحت الأوراق مثل المن و منها ما هو متحرك ينتقل من نبات لأخر مثل الذبابة البيضاء و التوتاابسليوتا و بالغالب تبدأ الإصابة بالحشرات في الاطراف من الحقل و الأماكن الأكثر تظليلاً و يتم الحل باستخدام المصائد لتحديد أعداد الحشرة و من ثم القيام بإختيار الطريقة المناسبة للتخلص منها .
ملاحظة :
و قد تتداخل الأمراض مع الحشرات او العكس أو الأمراض مع نقص العناصر فيزداد الامر صعوبة و يحتاج الأمر للمراقبة و وضع كل الإحتمالات للوصول للتشخيص الصحيح. حيث أن التشخيص الصحيح يعني أختيار صحيح لطريقة العلاج .
ملاحظة : في كثير من الأوقات تتداخل بعض علامات الأمراض و الحشرات و نقص العناصر مع بعضها البعض لذلك يمكن للتسهيل عليك هو معرفة أن لكل مرض و ظهور للحشرات أوقات محددة فمثلاً أغلب الحشرات تدخل في بيات شتوي و تنشط بالصيف أما الأمراض تحتاج للرطوبة و الحرارة فمنها ما يحتاج لحرارة منخفضة و يظهر في الشتاء و منها ما يحتاج لرطوبة مرتفعة يظهر في الصيف , أما داخل البيوت المحمية ستجد كل هذا أمامك لتذبذب درجات الحرارة و الطوبة بشكل كبير .
في نهاية المقال نقول يمكنك الرجوع لاعرض كل مرض و إصابة و ما ذكر هو فقط للتسهيل عليك الوصول للمسبب الرئيسي لضعف النبات .