
أسباب ارتفاع أسعار الخضار في ألمانيا ؟ لا يعتبر مستغرباً خاصة بعد الحرب الأوكرانية الروسية والتغير المناخي وتأخر الشتاء. حيث تعتبر ألمانيا بلداً منتجاً للكثير من الخضروات ولكن هناك عوامل تحدد الأسعار وأهمها الطاقة التي يجب توفيرها لعمل الآلات الزراعية والري والتسميد. ولكن المواطن في ألمانيا لا تعني هذه التقلبات بقدر ما يعنيه توفير الخضروات والطعام والمواد الأساسية بالسوق بسعر مناسب. لذلك على الأفراد في ألمانيا والأوروبيين تغير سلوكهم فيتناول الطعام او إيجاد بدائل لتوفير هذه السلع ومنها توجه الأسر للزراعة المنزلية وتطوير الحديقة المنزلية وتعلم فنون الزراعة. فدعونا نعرج على الأسباب وكيف نعالجها بصنع الحلول المناسبة.
ما هي أسباب غلاء الخضروات في ألمانيا ؟
أولاً الغلاء وارتفاع الأسعار ليس في ألمانيا فقط بل في كل أوروبا والعالم. حيث بدأ العالم ينظر نظرة مختلفة عما كان ينظر لها من قبل. حيث أن حرباً بين دولتين فقط رفع الأسعار بشكل جنوني فكيف لو تقاتل اكثر من دولة ماذا سيحدث ؟!
العالم اليوم وخاصة الدول الى الأمن الغذائي وهو توفير السلع الأساسية من داخل البلد وخاصة الزراعية لأنها أساس الحياة. فلن تجد صناعة قوية بدون زراعة ولن تجد تكنولوجيا بدون زراعة. لأن وقت الأزمات لن أبحث عن السيارة أو شراء بيت جديد او هاتف حديث بل سأبحث عن الطعام.
كما ان اليوم التغيرات المناخية التي حلت على كوكبنا جعلت من الظروف الجوية غير مناسبة لنجاح كثير من النباتات وخاصة في ألمانيا. حيث أن الخضروات في ألمانيا ارتفعت 11% مما كانت عليه في السابق وأصبح هناك صعوبة بالحصول على الكثير من الأنواع التي توعدت عليها الأسر الألمانية. كما لا ننسى هناك كثير من الجاليات العربية التي وضعها المادي مازال ضعيفاً ولن تتحمل هذا الغلاء الفاحش.
الحلول المقترحة لمعالجة غلاء وارتفاع الأسعار في ألمانيا
أولاً : تفعيل دور الدولة الألمانية
تقوم الدولة الألمانية وهي دولة مؤسسات بعمل خطة استراتيجية لزيادة قوة الأمن الغذائي بعمل دورات تثقيفية وتعليمية بأهمية استغلال الأراضي الزراعية وتعليم صغار المزارعين على تقنيات جديدة موفرة للطاقة واكثر تحكماً بالمناخ وبيئة الزراعة. كما تسعى الدولة لتوفير السلع الأساسية وخاصة البطاطس التي يعتبر محصول رئيسي لأوروبا وخاصة ألمانيا كونه مصدر الطاقة لهذه الشعوب. والعمل على تجنب زراعة المحاصيل الأقل أهمية. وهذا يتطلب توعية المزارعين بأهمية هذا السلوك بزراعة المحاصيل ذات القيمة العالية التي تجعل الشعوب تصمد أمام الغلاء.
ثانياً : تغيير سلوك المجتمع الألماني
قد يكون الشعب الألماني تبذيراً بشراء كل شيء من الأسواق من خضروات وغيرها من السلع. فهذا السلوك يجب ان يتغير. والبدء من جديد بوضع خطط للبيوت بشراء السلع الأساسية وخاصة البطاطا وجعل لها محزناً كونها تصمد لفترة طويلة. كما على البيوت في ألمانيا البدء بالاهتمام بالنوعية وليس بالكمية وتعليم الصغار على الحفاظ على النعمة والتحضر لمستقبل لا يعلمه إلا الله.
ثالثاً : غرس ثقافة الزراعة المنزلية في ألمانيا
من المعروف عن أوروبا زراعة الحدائق المنزلية لذلك على الأسر الألمانية البدء بتفعيل وتكبي هذه الحدائق وزراعتها بالخضروات المتنوعة لتلبي متطلبات البيت من طماطم وخيار وبطاطس وباذنجان وفلفل وبصل وغيرها من الخضار التي تعتبر مهمة لكل بيت. وهذا سهل جداً وخاصة عند عمل بيوت محمية للمحاصيل الخضر الصيفية خاصة. فما المانع من تعلم الزراعة بشكل مهني والبدء بإنتاج الخضروات الضرورية للمنزل. وخاصة أن كثير من دخلنا تذهب على السوق. وأريد التأكيد أن زراعة البطاطس في ألمانيا ضرورة وحجر الأساس كونها مصدر الطاقة لشعوب أوروبا وخاصة ألمانيا.
المرحلة القادمة قد تكون هناك زيادة طبيعية في الأسعار في ألمانيا وأوروبا بشكل عام. وخاصة مع تزايد الازمات العالمية المحيطة بقارة أوروبا. لذلك على الأم في المنزل أن تكون أكثر تمعناً في اختياراتها والبدء بتغير سلوك أسرتها تدرجياً. ولا داعي من القلق الكبير فارتفاع الأسعار طبيعي كون هناك مشاكل عالمية وسياسات غير مدروسة من كثير من الدول. ولكن هدفنا الأن المحافظة على توفير لقمة العيش والمحافظة على صحتنا بعيداً عن التخوف والقلق.