
أضرار المبيدات على صحة الإنسان والبيئة. فما هي المبيدات ولماذا يستخدمها الإنسان ؟ وهل هي شر مطلق ؟ وان كانت ليست كذلك فما هي فوائدها وكيف نصل لأن تكون المبيدات نافعة وغير مضرة بصحتنا ؟ فالجميع يحذر من خطر المبيدات ويطرح الحلول الفجة بعدم إستخدام المبيدات والرجوع الى لطبيعة فهل هذا ممكن. لذلك سنناقش في هذا المقال أضرار المبيدات وخطورتها على البشر والبيئة.
ما هي المبيدات ؟
المبيدات مواد سامة قاتلة للأفات تهدف للتخلص من الضرر الذي قد يلحق بالمحاصيل الزراعية. وقد تكون هذه المبيدات متخصصة بالحشرات أو الفطريات وغيرها أو عامة تقتل كل ما تجدة أمامها من كائنات حية.
هل جميع المبيدات ضارة ؟
بالطبع لا فمنها الطبيعية التي تصنعمن مواد عضوية ولا تأثير لها وأغلبها تكون مواد طيارة ومنفرة. والبعض الأخر يكون ضاراً بدرجات مختلفة. فنجد المبيدات الحشرية هي الأخطر من المبيدات الفطرية مثلاً. لذلك تعتبر المبيدات سلاح ذو حدين إذا أحسن البشر إستخدامة لم يكن لها التأثير الخطير والعكس صحيح.
جهل الإنسان هو من جعل من المبيدات خطيرة
نعم وبالتأكيد جهل الإنسان والإفراض في إستخدام المبيدات هو من جعلها تهدد حياتنا بشكل كبير. فلو لاحظنا عبوات المبيدات سنجد عليها تعليمات يجب التقيد بها منها فترة الامان وكمية المبيد الموصى بة للرش لكل نبات. وهذه التعليمات ليست مجرد كلمات يراد بها تزين العبوات بل هي تحذير شديد اللهجة لكل من يريد إستخدام هذه المبيدات.
وعند تقيد الإنسان بالتعليمات سنتمكن من خفض الخطر لأكثر من 80% بدون عناء والباقي إيضاً بيد الإنسان المستهتر بخطر المبيدات. لذلك ظهرت الكثير من الإستراتيجيات المهمة لمكافحة الأفات وأهمها بنظري هي الإدارة المتكاملة للأفات IPM فهما هي هذه الإستراتيجية ؟
الإدارة المتكاملة للأفات IPM
وتنص هذه الإستراتيجية الرائعة على مكافحة الأفات بجميع الوسائل الممكنة وجعل المبيدات أخر خيار للمكافحة وذلك للحد من الضرر الإقتصادي الحرج.
ولو نظرنا لهذا التعريف الذي يحث على جعل المبيد أخر خيار مع التقيد طبعاً بالتعليمات. كما أنة يهدف للحد من هذه الأفات وليس التخلص منها لحماية التوازن البيئي. وفقط الإستخدام يكون أيضاً عند قيام الحشرة بالضرر الذي قد يسبب لي الخسارة. فبهذا المنطق السليم نحمي انفسنا من خطر المبيدات وتصبح المبيدات غير ضارة. ومن وسائل المكافحة الممكنة قبل إستخدام المبيدات هي :
- المكافحة الميكانيكية : وهي إزالة المسببات من حشرات وبيوض وأوراق مصابة واعشاب وغيرها وحرقها أو دفنها يدوياً أو بالأدوات الزراعية المتاحة. وهذه الطريقة لها الأثر الرائع للتقليل من إنتشار الأفات ومنع الوصول للضرر الإقتصادي الحرج وبالتالي عدم الوصول لإستخدام المبيدات.
- المكافحة الزراعية : وهنا نقصد بزراعة أصناف مقاومة للأفات لمنع تمكن الأفات من الضرر وبالتالي منع إستخدام المبيدات. وهي وسيلة فعالة وبشكل كبير.
- المكافحة الفيزيائية : وهي طريقة فعالة داخل البيوت المحمية وفيها يتم التحكم بدرجات الحرارة والرطوبة وغيرها من العوامل البيئية التي يمكن ان تشجع على إنتشار الأفات. وبالتالي عدم الوصول لرش المبيدات.
- المكافحة الحيوية : وهي عبارة عن إطلاق الاعداء الحيوية في الحقل. والاعداء الحيوية هي عبارة عن كائنات حية من نفس جنس الأفة الضارة أو من غير جنسها تقوم بالتغذية عليها مثال ذلك العدو الحيوي حشرة أسد المن الذي تتغذى يرقته على حشرة المن. مما يجعلنا لا نستخدم المبيدات.
- المكافحة التشريعية : وهي سن القوانيين التي تمنع دخول النباتات من خارج البلاد إلا بعد الفحص والتدقيق. لمنع دخول آفات جديدة وبالتالي الدخول في دوامة رش المبيدات بشكل جنوني للتخلص من هذه الأفات.
لماذا يفرط المزارع في إستخدام المبيدات الزراعية ؟
سؤال مهم جداً لكونة المدخل الحقيقي لإفراط المزارع في إستخدام المبيدات. وعلية هناك عدة أسباب وهي كما يلي:
بعد إستخدام المبيدات لفترة محددة ومتكررة تقل فعالية المبيدات في التخلص والحد من الأفات. فيظن المزارع أن المبيدات مغشوشة أو ان تركيزها لم يعد كما كان سابقاً وعلية يبدأ بزيادة كمية الجرعة من المبيدات للقضاء على الأفات. والمصيبة أنة سيشاهد فعلاً حل لمشكلتة وهو التخلص من الأفات وهنا تتولد بداخلة قناعة لا يمكن حلها بسهولة. وكلما واجه نفس المشكلة حلها بنفس الطريقة بزيادة جرعة المبيد.
وهنا تكمل المشكلة بعدم توجية وإرشاد المزارع أن المشكلة لم تكن في المبيد بل في عدم معرفة المزارع عن مقاومة الحشرات للمبيد. وهي مناعة متولدة من أخذ جرعات من المبيدات وإكتساب مناعة. وبالتالي كلما زدنا المبيد كلما كان هناك حل ولكن بعد عدة مرات ترجع المشكلة كما كانت. وسوف يشك المزارع أن المبيدات أستبدلت بالماء ! لذلك علينا إرشاد المزارع لإستخدام عدة مبيدات مختلفة لكسر المناعة لدى الأفات. ولا ننسى أن يكون المبيد خياراً أخيراً.
وهنا نطرح السؤال الأساسي لمقالتا هل هناك أضرار للمبيدات إذا أستخدمت بشكل مفرط وبدون ضوابط وتعليمات ؟ والإجابة نعم فما هي إذاً ؟
ما هي أضرار المبيدات ؟
- الإصابة بمرض الشلل الرعاش وكشفت الكثير من الدراسات أن هناك جين يشجع على الإصابة بهذا المرض. وهذا المرض عبارة عن خلل في التحكم بالحركة العصبية وهو مرض شائع عند كثير من المزارعين حول العالم.
- الفشل الكلوي والكبدي وهو مرض منتشر في عصرنا. وهو ناتج عن الإفراض في تناول المنتجات الزراعية المغسولة بالمبيدات السامة.
- تشوة الأجنة وهو أمر حطير جداً للأمهات اللواتي يحتجن الى التغذية الجيدة. حيث تؤكد الكثير من الدراسات أن تشوةالأجنة من أسبابة الإفراط في تناول الأغذية المغسولة بالمبيدات.
- أمراض السرطان التي مازالت تنتشر كالنار بالهشيم وهو ما لاحظة الكثير من العلماء أن عائلات المزارعين يعانون من المبيدات لعدم إتخاذ الإجراءات الوقائية من المبيدات مما يعرضهم لأمراض السرطان زأشهرها سرطان الرئة والبروستاتا .
- لا تختصر المصائب على جسم الإنسان بل على البيئة من تربة وهواء ومياه وحيوانات وطيور وأسماك فأغلب المبيدات تتناثر على سطح التربة والمياه مما يجعل الكائنات في خطر كبير وموت الكثير منها.
وخلاصة القول : المبيدات لوحدة لا تشكل خطراً كبيراً ولكن خطر المبيدات يكبر بجهل مستخدمها لذلك كلما زاد الوعي والمستوى التعليمي للمزارع كلما قل الخطر من حولنا. وهذا تحاسب علية الحكومات والمؤسسات الزراعية التي تتلقى الدعم ولا نرى نتائج على الأرض.