
دليل زراعة الخضروات يعتبر بوابة دخول عالم زراعة الخضار من أوسع الأبواب. فلكل شئ بداية إنطلاق يجب معرفتها قبل الإنطلاق والوصول الى هدفك. وفي زراعة الخضروات هناك عدة أمور يجب معرفتها عن كل نبات قبل البدء بالزراعة. حيث أن هناك 5 محاور يجب معرفتها عن النبات لتتمكن من النجاح بزراعة الخضروات. وتعتبر هذه الأمور دقيقة ومهمة لكل نبات تحتاج زراعته تجارياً أو منزلياً. ومن هنا سننطلق بالتفصيل.
دليل زراعة الخضروات
أولاً : الوصف النباتي
من أهم المحاور الخمسة هي الوصف النباتي حيث أن لكل محصول وصف قد يتشابة أو يختلف حسب العائلة التي ينتمي إليها. وهذا يفيدينا بالتعرف على صفات واجزاء النبات بشكل دقيق مما يسهل علينا التعامل معة فيما بعد. والاجزاء التي يجب معرفتها هي:
- الجذور : معرفة أنواع الجذور النباتية يعرفنا على طبيعة نموها وتعمقها مما يدلنا على منطقة الجذور الفعالة وطريقة ريها وتسميدها وعمليات الخدمة الأخرى من تعشيب وعزق. ومن أشهر تلك الجذور هي الوتدية والتي تتميز بتعمقها وقوتها وقدرتها على تحمل المنافسة وهي ناتجة من زراعة البذور. ومن الجذور الأخرى المشهورة هي الجذور العرضية وهي بالغالب تكون من أصل غير بذري ولا تتعمق كثيراً وليس لها القدرة على المنافسة.
- الساق : وتختلف نباتات الخضر في سيقانها فمنها ما هو قائم ومنها ما هو متسلق ومنها ما هو زاحف وغيرها. من الصفات التي تعتبر مهمة لمعرفة طريقة تربيتها بعد الزراعة لتوفير مستلزماتها. لذلك يعتبر التعرف على شكل الساق مهم قبل الزراعة لعدم حدوث مشاكل في التعامل مع النبات.
- الأوراق : والاوراق كما هو معلوم هي مطبخ النبات الذي فيه تتم عملية البناء الضوئي. لذلك من المهم تعريض سطح تلك الأوراق لشوء الشمس. وهذا يجعلنا نحدد مسافات الزراعة بدقة والتي قد تختلف من نبات لأخر من نفس العائلة والصنف. حيث أن النباتات التي مجموعها الخضري كبير تحتاج لمسافة أكبر من غيرها والعكس صحيح.
- الأزهار : تعتبر من أهم المواصفات التي يجب معرفتها في كل نبات كونها هي التي ستحدد كمية الإنتاج. كما نوعها يحدد الخدمة التي تحتاجها من تلقيح فقد تكون ذاتية التلقيح أو خلطية. مما تجبرنا على توفير وسيلة مساعدة مثل النحل وحركة الهواء وغيرها.
- الثمار : وهي المنتج النهائي الذي نسعى لاجلة من اجل الحصول على الربح. وصفات الثمار وحجمها وغيرها من الصفات التي تحدد طريقة التسويق وسعرها. مما يجعلنا نختار نباتات خضر تحمل صفات مرغوبة للمستهلك.
- الموطن الأصلي : واعتقد أنه شئ مهم وهذا يفيدنا في معرفة احتياجات الخضروات. من ماء وسماد وتربة وحرارة ورطوبة وغيرها من احتياجات ضرورية لنجاح زراعة الخضروات.
ثانياً : الاحتياجات البيئية
هناك 4 احتياجات لكل نبات يجب توفرها ومعرفتها قبل زراعة الخضروات. ومعرفتها توفر عليك الوقت والجهد وتبذير المال. وهي من تحدد نجاح المحصول من عدمة.
- التربة : وهي الوسط الملائم لنمو النباتات وهو وسط يجب توفر فية شروط مهمة مثل معرفة ملوحة وحموضة التربة كونهما المحددان لصلاحية التربة. كما يجب ان تكون التربة جيدة الصرف. وهذا قد يختلف من نبات لأخر تبعاً لقدرتها على التحمل أو عدم التحمل. لذلك يجب معرفة التربة المناسبة لكل نبات. أو العكس معرفة التربة التي عندك واختيار النباتات المناسبة.
- الرطوبة : والمقصود بالرطوبة هو كمية الماء بالتربة والهواء. ويتحكم في الرطوبة الارضية كمية الري ويتحكم في الرطوب الجوية كمية البخر في المنطقة وحركة الهواء. والرطوبة الزائدة هي المسؤلة عن كثير من الأمراض وانتشارها. اما قلتها تؤدي بالغالب لتساقط الأزهار. لذلك علينا معرفة احتياجات كل نبات من الماء والظروف التي تساعد على نموها بشكل جيد قبل البدء بالزراعة.
- الضوء : وهو ضروري لعملية البناء الضوئي والمعلومة المهمة التي يجب معرفتها هي هل النبات محايد للضوء أم لا ؟ بمعنى أخر هل يتأثر الإزهار بعدد ساعات الإضاءه أم لا ؟ وهذا مهم جداً كونة يؤثر على الإنتاج. كما ان لطول النهار وقصرة أثار كبيرة على النمو الخضري والثمري والجذري في كثير من نباتات الخضر يجب معرفتها. فالضوء عامل مهم وضروري لنجاح نباتات الخضر.
- الحرارة : لكل نباتات درجة حرارة مثلى عندها يعطي أفضل إنتاج. ولكل مرحلة من مراحل النباتات له درجة تحدد اجتيازة لهذه المرحلة. فهناك مرحلة إنبات البذور ومرحلة النمو الخضري ومرحلة الإزهار والعقد ومرحلة نضج الثمار وغيرها من المراحل التي قد تكون حساسة لدرجة حرارة معينة. لذلك يجب معرفتها وتوفيرها قبل فشل المحصول.
ثالثاً : زراعة الخضروات
وعند اتخاذ قرار البدء بالزراعة يجب معرفة نقاط مهمة وتطبيقها لتتمكن من الحصول على نباتات خضر ناجحة. وإليك دليل زراعة الخضروات.
1- تحضير الأرض للزراعة
من المهم توفير متطلبات الزراعة من أدوات ومعدات زراعية وأسمدة ومبيدات قبل البدء بالزراعة. حيث نقوم بالخطوات التالية:
- تنظيف الأرض من الحجارة في الأرض التي لم يسبق زراعتها. أما في الأرض التي سبق زراعتها يجب تنظيفها من المحصول السابق كونة مصدر عدوى.
- ري التربة بكمية كافية تتعدى 30 كوب من الماء للدونم وترك الأرض حتى الوصول الى أن تكون مستحرثة أي يمكن دخول المحراث وحرثها بدون مشاكل.
- حرث الأرض بالمحراث القلاب المطرحي لشقها وتكون حرثتين متعامدتين لتفتيح التربة بشكل جيد وتسهيل تنعيمها بعد ذلك.
- حرث التربة بالمحراث الدوراني (الفرامة) والهدف من ذلك تنعيم التربة وتكسير الكتل الترابية لحبيبات صغيرة.
- وضع السماد العضوي من مخلفات الحيوانات أو العضوية المصنعة مثل الكمبوست وغيرها بالمعدلات المطلوبة لكل محصول وتوزيعها بشكل جيد في جميع الأرض.
- تشغيل الري بالرشاشات وري الأرض بما لا يقل عن 30 كوب للدونم لتخمير السماد العضوي وتشجيع بذور الحشائش على النمو. والري بكميات اكبر في حال كانت التربة فيها نسبة ملوحة.
- بعد جفاف 50% من التربة وسهولة دخول المحراث يمكن تنعيم التربة مرتين متعامدتين وتسويتها للبدء بزراعة المحصول.
2- تخطيط الأرض
ويقصد بتخطيط الأرض تحديد المسافات التي ستزرع عليها النباتات في الأرض. وتحديد ما إذا كانت النبتات ستزرع على خطوط أو على مصاطب.
- يتم عمل خطوط الزراعة بشكل أثلام أو خطوط وهمية تعبر عنها بمد خطوط الري.
- في حال الزراعة على مصاطب تبنى بوجود أداة توضع خلف المحراث الدوراني لبناء المصاطب.
- في بعض الأحيان يوضع الملش وهو عبارة عن نايلون يعمل على تغطية التربة للتخلص من الأعشاب وتدفئة التربة والحفاظ على الرطوبة والتقلل من الري.
3- كمية التقاوي
وهي كمية الأشتال أو البذور أو الدرنات وغيرها من وسائل أكثار النباتات. والكمية المراد شراءها يجب إضافة لها الفاقد لتعويض ما ينقص من أشتال ميتة وضعيفة. وتحدد كمية التقاوي حسب زراعتها في المشتل أم مباشرة في الأرض. كما تحدد من خلال زراعتها بذور أم أشتال. وتحدد حسب نوعية التقاوي هل هي محلية أم مستوردة.
4- مواعيد زراعة الخضروات
حيث تزرع الخضروات حسب موسمها فمنها ما هو خضروات صيفية تزرع في بداية الربيع. ومنها ما هو خضروات شتوية تزرع في بداية الخريف. وعلى كل حال تزرع الخضروات في الأرض بوجود الماء لتسهل عملية زراعة الخضروات. فإليك دليل زراعة الخضروات.
1- الخضروات الصيفية : مثل الطماطم – الفلفل – الباذنجان – القرع – الخيار – الكوسة – البطيخ – الشمام – البطاطا الحلوة – الملوخية – الباميا وغيرها الكثير. وتزرع في الحقل المكشوف في شهري 2-3 أما في البيوت المحمية فتزرع في شهري 8-9 من كل عام.
2- الخضروات الشتوية : مثل الخس – الجزر – الملفوف – الزهرة – الفول – البازيلاء – البطاطس – الفجل – اللفت – البنجر- البقدونس – الجرجير وغيرها الكثير. وتزرع في الحقل المكشوف في حوض البحر المتوسط بشهري 8-9 من كل عام.
رابعاً : خدمة نباتات الخضروات بعد الزراعة
1- الري والتسميد (الرسمدة)
تعتمد عملية الري على نوع التربة والظروف المناخية وعمر النبات. حيث أن في التربة الطينية والجو البارد تكون الريات متباعدة. والعكس في التربة الرملية والجو الحار تكون الريات متقاربة. كما أن احتياج النباتات تزداد مع الزمن مما يتطلب منا مراعاة جميع العوامل التي لا تجعل من الري مشكلة لذلك يتطلب منا تحليل مياه الري. أما بالنسبة للتسميد فلا تسميد بدون ماء كون السماد سيدخل مع الماء الى النبات وهنا نراعي أن نختار أفضل أنواع الأسمدة من حيث سهولة الذوبان وتركيز العناصر ونسبة الأملاح به. ومن المهم معرفة متى ولماذا نضع السماد واحتياجات النبات من هذه الأسمدة سواء كانت أسمدة مركبة أو أسمدة بسيطة أو أسمدة عضوية.
2- التربية والتقليم
وتربية الخضروات مهمة في البيوت المحمية كوننا قد نسلق النباتات كما في الطماطم والخيار أو نقوم بالتعريش كما هو الحال في الفلفل والباذنجان. وغيرها من الطرق التي تستدعي تعديل نمو النباتات وتوجيها. وهذا يساعدنا في خدمة النباتات بشكل أفضل. أما التقليم هو إزالة للأفرع الجانبية كما في الطماطم أو إزالة للأوراق من أسفل النباتات بهدف التهوية وغيرها. وتعتبر عملية تربية وتقليم النباتات مهمة جداً وخاصة في البيوت المحمية وذلك للتخلص من الرطوبة الأرضية ومنع انتشار الأمراض.
3- العزق والتعشيب
تعتبر عملية العزق سواء اليديوية أوالألية مهمة كونها تعمل على تحريك التربة حول النباتات والإستفادة منها في تعريض الأفات للشمس وتحضين النباتات وتجيع على تكون الجذور العرضية وتكسير الانابيب الشعرية وتقليل الأملاح والتخلص من الأعشاب. والتخلص من الاعشاب لا يشترط بالعزق أنما يمكن التخلص من الأعشاب بالمبيدات أو استخدام الملش. والعزق والتعشيب عمليتين مهمتين لتقليل المنافسة وتوفير عوامل النجاح.
4- الخف والترقيع
الخف يستعمل عند زراعة البذور حيث يتم زراعة أكثر من بذرة في الجورة الواحدة ومن ثم نختار أفضل الأشتال النامية ونتخلص من النباتات الضعيفة وهذا ما يطلق علية الخف. أما الترقيع هو إعادة زراعة الجور الغائبة التي لم تنبت بذورها أو ماتت جميعها. فيمكن الترقيع بأشتال بنفس العمر أو بذور منقوعة 12 ساعة. وتتم هذه العملية خلال الأسبوع الأول من الزراعة حتى لا تقل الكثافة النباتية في المتر المربع ولا يؤثر على كمية الإنتاج.
5- التلقيح
معظم نباتات الخضر أزهارها خنثى ولا تتطلب تدخل في عملية التلقيح ولكن البعض الأخر يحتاج توفير ظروف مناسبة للتلقيح ووسائل التلقيح. وهنا نلاحظ عدم وجود حركة للهواء والحشرات في البيوت المحمية لذلك نوفر النحل الطنان او نحرك الأسلاك أو نستخدم الهرمونات كما هو في نباتات الطماطم في البيوت المحمية. كما أن توفير نحل العسل في الحقول يساعد على تلقيح النباتات وزيادة الإنتاج. لذلك يجب معرفة الظروف المناسبة لحدوث التلقيح حتى لا نقع بمشاكل ولا نجد إنتاج مربح.
6- مكافحة الآفات
لا يوجد نبات لا يتعرض لهجوم الأفات سواء كانت فطرية أو بكتيرية أو فيروسية أو حشرية أو غيرها من الكائنات الحية. وتسبب الضرر الذي يجعلنا نحسر المحصول ومن ثم الإنتاج. والمكافحة لا تعتمد فقط على المكافحة الكميائية بل على كل الطرق الممكنة لمنع آفات الخضروات من إحداث الضرر الإقتصادي. وهذا يتطلب فهم تفاصيل التفاصيل للنبات المصاب والآفة التي تهاجم النباتات. والتقليل من استخدام المبيدات يقلل من التكلفة ويحمي المنتج ويزيد من الربح. فقد تكون المكافحة بسيطة وفي بداياتها وهذا يتطلب المراقبة والمتابعة.
خامساً : النضج والحصاد
تتطلب المرحلة الأخيرة من الزراعة معرفة علامات نضح المحصول ولكل محصول علامات تدل على قرب نضجة. وهذه الفترة تتطلب وقف الري والتسميد لحماية المنتج من الضرر وقت التخزين كما تمنع تبذير المال وزيادة تكلفة الإنتاج وتقليل هامش الربح. كما لكل محصول طريقة حصاد تختلف عن الأخرى فمنها ما يحش أكثر من مرة ومنها ما تجنى ثمارة بشكل يومي ومنها ما يحصد مرة واحدة. وهذا لا يكفي لوحدة بل يجب أن تكون عينك على السوق لتحدد الوقت المناسب للقطف المناسب لحصد أموال أكثر. فلا تستهين بالتسويق فهي تتويج لعملك المجهد وهو حصاد لتعبك.
وكل ما ذكرناه في مقالنا دليل زراعة الخضروات يتجسد في موقع بندورة الذي يهتم بزراعة الخضروات من الألف للياء. حيثي ان الموقع يتكون من عدة زوايا وكل زاوية تتمثل بخطوة مهمة تشمل على عدة مهام. فلا تتردد في البحث والدخول للموقع ومشاهدة جميع المواضيع التي ستستفيد منها.