طريقة زراعة البذور و العوامل المؤثرة على نجاح إنباتها. فالبذور تختلف في الحجم و الشكل و اللون و السلوك في عملية الإنبات واحتياجاتها قبل و بعد الإنبات. فالبذور عبارة عن الجيل الجديد المتمثل بالجنين الذي سوف ينمو ليعطي نبات جديد يحمل الصفات الوراثية للاباء ليضمن استمرارية الحياة. وهنا سنتكلم عن طريقة زراعة البذور بالتفصيل لتعم الفائدة على الجميع .
مُتطلبات زراعة البذور :
المكان (المشتل)
توفير مكان التشتيل مهم في عملية إنبات البذور لتوفير الظروف البيئية المناسبة من حرارة و رطوية و اضاءة. و هذا لا يتطلب التكلف فقد يكون حجم المشتل كبير و قد يكون صغير جداً بحجم الأصيص فقط.
و بناء المشتل يتطلب توفير البلاستك الزراعي (النايلون) و الأعمدة الخشبية أو المعدنية لبناء نموذج صغير يوفر لنا الظروف المناسبة. حيث أن النباتات الشتوية تنبت بذورها في درجة حرارة 18-21 درجة مئوية. أما النباتات الشتوية تنبت بذورها على درجة حرارة 25-30 درجة مئوية . وهذا اول ما يجب معرفته عن طريقة زراعة البذور.
التربة الزراعة
من المفضل إستخدام تربة خفيفة لزراعة النباتات من البذور لسهولة إختراق الجذور و نموها بشكل جيد. و يتطلب ذلك الحصول على تربة صناعية يمكن الحصول عليها من أي مشتل و مكونات هذه التربة الفيرموكليت و البيرلايت و البتموس وهي جيدة للزراعة حيث أنها حفظها بالرطوبة و تهويتها جيدة و خفيفة. كما يمكن الزراعة بالبتموس لوحدة. وتفضل التربة الصناعية حيث أنها معقمة وخالية من بذور الحشائش والأمراض .
كما يوجد بيئات زراعية أخرى للإنبات مثل أقراص جفي وهي مستعملة بكثرة في أوروبا في الحدائق المنزلية لإنبات بذور الخضروات وتعطي نتائج رائعة . وتعتبر التربة مهمة جداً في تحديد طريقة زراعة البذور.
صواني التشتيل
هي عبارة عن مساحة معينة من التربة محصورة بشكل هندسي لها عمق. وهي مصنوعة من الفلين أو البلاستك أو الكرتون وغيرها وتختلف عمقها حسب نوع النبات المراد إنباته.
حيث أن الصواني المستخدمة للقرعيات يفضل أن تكون كبيرة وعميقة لصعوبة هذه النباتات على تعويض الفاقد من الجذور عند تقطعها. أما أغلب النباتات تحتاج لصواني ذات عمق بسيط. وفي الحديقة داخل البيوت يمكن استخدام طبق البيض أو أكياس صغيرة أو كؤوس بلاستيكية و غيرها من المواد كبديل عن صينية التشتيل مع الحرص على ثقب هذه الأدوات من الأسفل لتصريف الماء الزائد . وطريقة زراعة البذور تختلف باختلاف الصواني كونها عميقة أو لا لنحدد عمق البذور فيها كما سنتعرف لاحقاً.
شراء البذور
الحصول على البذور يجب أن يكون من مصدر موثوق و التأكد من تاريخ الإنتاج حيث أن البذور تقل حيوية أجنتها مع الوقت مما يقلل من نسبة الإنبات و أقصى حد للبذور لا يزيد عن 3 سنوات و هنا لا تنصدم عندما يحدث إنبات بنسبة 50-60% فهو أمر طبيعي لذلك حاول الحصول على بذور منتجة خلال السنة الماضية.
البذور البلدية أو المحلية تباع بكميات كبيرة وتشترى بالوزن . بينما أغلب البذور المهجنة المستوردة تباع بالحبة (عدد) و سعرها غالي لما تمتلكه من صفات وراثية جيدة ونسبة إنبات عالية بالإضافة أنها معقمة بمبيدات فطرية. حيث ان نوع البذور ومصدرها يحدد طريقة زراعة البذور من خلال نوع البذور فهي تحدد الكمية فالمستورد يستخدم بذرة واحدة فقط بعكس المحلي الغير مضمون إنباته.
متطلبات أخرى
(مبيدات فطرية و حشرية – أسمدة – أدوات الري و الرش )
ظهور البادرات بعد عملية الإنبات تتطلب رش المبيدات الفطرية والحشرية للحفاظ عليها. كما تحتاج لتوفر أسمدة ورقية ترش على الأوراق لأمدادها بالعناصر الغذائية وتجنب حدوث نقص العناصر. والمبيدات و الأسمدة لا يشترط توفرهما عند إنبات البذور خاصة في البيوت و الحدائق المنزلية. وتوفر الأدوات للرش و الري تسهل العملية خاصة أن التربة والبذور خفيفة لا تتحمل الري الكثيف والقوي .
ويمكن توفير هذه المتطلبات بكميات صغيرة من المبيدات والأسمدة والأدوات من المشاتل ومحلات بيع الأدوات الزراعية أو من المتاجر الالكترونية على الإنترنت بأسعار رخيصة و مميزة .
طريقة زراعة البذور بالخطوات
1- تحديد موعد زراعة البذور
تزرع البذور في الصواني قبل 30-40 يوماً من نقلها للمكان المستديم. ووتتبع البذور لمجموعتين وهما :
بذور النباتات الصيفية :
- و هي التي تزرع في المكان المستديم بداية شهر 3 من كل عام. وعلية تزرع بذورها في نهاية شهر 1 من كل عام. و هي نباتات تحتاج لدرجة حرارة عالية نسبياً و لكن الجو الخارجي منخفض الحرارة لذلك تزرع بالمشتل تحت ظروف خاصة كما ذكرنا سابقاً. مثال بذور الطماطم والفلفل والباذنجان والخيار والكوسا والقرع والشمام والبطيخ وغيرها من النباتات .
بذور النباتات الشتوية :
- هي التي تزرع في المكان المستديم بداية شهر 9 من كل عام. وعلية تزرع بذورها في نهاية شهر 7 من كل عام. وهذا يعني درجات حرارة عالية جداً. وعلية يتم زراعتها في مشاتل تم تظليلها بالشبك الأسود وزيادة رطوبتها لتوفير درجات الحرارة المناسبة لنموها. مثال الملفوف والزهرة والبصل والخس وغيرها من النباتات .
2- تحديد عمق زراعة البذور
هناك عدة عوامل تتحكم بعمق زراعة البذور خاصة إذا تم زراعتها مباشرة بالتربة العادية. حيث يزداد العمق كلما كانت البذور كبيرة و العكس صحيح. و كما يزداد العمق كلما زاد عدد البذور بالجورة. و لكن بشكل عام يتم زراعة البذور بعمق ضعف قطرها .
ويتوفر لذلك أدوات يمكن استخدامها مثل أداة البصمة والمسطرة المثقبة حسب حجم البذور وغيرها. والهدف من الزراعة بالعمق المناسب منع إطالة فترة ظهور البادرات و بالتالي عدم تعفنها تحت سطح التربة .
3- تغطية البذور والري
بعد وضع البذور على العمق المناسب تغطى بالتربة الصناعية بطبقة رقيقة. ويتم الري بالطريقة الرذاذية على الهادىء حتى لا نتسبب بتحريك البذور من مكانها. كما يجب إلا يحدث جفاف للتربة أبداً و الزائد من الماء يتم تصريفة و لا يوجد مشكلة بذلك. حيث تكون الصواني موضوعة على طاولات مرتفعة حتى لا يحدث تعفن للجذور.
بعد ثلاث أيم نبدأ بتفقد البادرات و البذور النامية. وفي البذور المحلية بنصح بوضع بذرتين بالعين الواحدة لتوفير الكمية المطلوبة. وفي حال خروج البذرتين تزال واحدة بقصفها من فوق سطح التربة و ترك القوية .
4- الخدمة بعد عملية زراعة البذور
بعد ظهور البادرات نبدأ بعملية وقائية برش مخلوط من مبيدين أحدهما فطر و الأخر حشري. وتتوالي عملية الري حسب الحاجة مع منع جفاف الرطوبة بالتربة. وبعد تكون أول ورقة حقيقية نبدأ بعملية التسميد الورقي.
بعد وصول النباتات النامية (الأشتال) الى ارتفاع 15سم و قبل نقل الأشتال للمكان المستديم بـ3 أيام نبدأ بعملية التقسية. وهي عملية منع الماء و تعريضها للجو الطبيعي لأقلمة الأشتال على الجو الخارجي و سهولة قلعها من الصواني عند الزراعة .
5- نقل الشتلات المنتجة للمكان المستديم
بعد اجراء عملية التقسية يتم نقل الأشتال من المشتل للمكان المستديم. و يفضل النقل و الزراعة في الصباح الباكر و زراعتها مباشرة مع الري الفوري للأشتال أثناء الزراعة لجعلها تتماسك بالتربة و إخراج الهواء من التربة. و تكون الزراعة على المسافات المناسبة و الموعد المناسب و تبدأ عمليات الخدمة للنباتات بعد ذلك حسب خصوصية كل نبات.
لما تعتبر عملية زراعة البذور بالصواني (المشتل) أفضل من الزراعة المباشرة بالأرض ؟
- سهولة العناية بالنباتات لصغر المساحة المخصصة للإنتاج .
- تقصير فترة الزراعة للمحصول ما يقارب الشهر أو أكثر .
- إمكانية إستغلال الأرض أثناء فترة التشتيل بمحاصيل قصيرة كالفجل و السبانخ و غيرها .
- سهولة إستبعاد النباتات المريضة و الضعيفة و إختيار النباتات الجيدة و القوية .
- الإقتصاد في كمية البذور حيث نحتاج بالزراعة المباشرة 3أضعاف البذور في المشتل .
ما هي صفات الأشتال الجيدة ؟
- مجموعها الجذري أبيض غير متليف لا يعاني من أي أضرار .
- المجموع الخضري جيد لا يعاني من أي تغيرات غير طبيعية .
- ساق الأشتال قوية و منتصبة خالية و لا تعاني من الإنخناء .
- النبات خالي من المسببات المرضية (حشرات – فطريات – فيروسات …الخ)
