الأسمدة

تسميد التربة المالحة

تسميد التربة المالحة
تسميد التربة المالحة

تسميد التربة المالحة يعتبر من الأمور التي تحتاج للعمل بعقلانية كون الأسمدة عبارة عن أملاح المركبات السمادية. ويمكن التعرف على الأرض الملحية من ظهور أعراضها من خلال العين المجردة بعد جفاف الأرض. حيث تتزهر وتظهر حبيبات الملح الناعمة البيضاء فوق سطح التربة. كما يمكن استباق هذه الحالة التي تعتبر متقدمة من خلال التحليل المخبري بقياس ملوحة التربة والتصرف حسب كمية وتركيز الأملاح بالتربة. فدعونا نتعرف على تأثير الأملاح على النباتات والعوامل التي تزيد من ملوحة التربة وكيف التغلب عليها وبالتالي ما المطلوب لتسميد التربة الملحية.

ما هو تأثير الأملاح على النباتات ؟

1- تعمل الأملاح في التربة على ضعف النباتات بشكل كبير.

2- ظهور نقص بعض العناصر الغذائية كون هناك حدوث عدم إتزان بالتربة.

3- نقص إمتصاص النباتات للماء نتيجة وجود الاملاح في التربة.

4- تقزم النباتات وزيادة سمك الأوراق والأفرع ودكانة لون الأوراق أكثر من الطبيعي.

5- إحتراق حواف الأوراق للنباتات التي تنمو في التربة المالحة مع ظهور أعراض العطش.

العوامل التي تساعد على زيادة الأملاح في التربة

1- يعد إرتفاع الحرارة والجو الجاف من العوامل المهمة في تملح الأرض وذلك بسبب زيادة معدل البخر. حيث أن تشقق الأرض وجفافها بسرعة تكون ما يسمى بالأنابيب الشعرية التي تعمل على رفع الماء من أسفل التربة الى السطح مما يعرضها للحرارة ومن ثم تبخرها والإبقاء على الأملاح. لذلك نجد كثير من وطنا العربية تربته مالحة كونها موجودة في المناخ الشبه صحراوي.

2- والعامل الثاني والذي لا يقل اهمية عن الأول وهو إرتفاع منسوب الماء الأرضي. حيث أن ذلك يعمل على تعريض الماء بشكل أسرع للخروج للسطح وحدوث التمليح كما سبق الذكر وبالتالي زيادة الأملاح.

3- وثالث عامل مؤثر هو عدم كفاءة الري حيث أن التربة التي تروى بشكل مستمر وبشكل منتظم تعمل على طرد الاملاح من حول النباتات. كما أنها تساعد على غسلها بشكل مستمر. لذلك ينصح دوماً بعمل شبكة ري ضمن المواصفات حتى لا نشاهد تمليح لبعض النقط في الحقل.

4- ومن العوامل التي تظهر مشكلة الملوحة وتساعد علة وجودها هي عدم تسوية الأرض كون أن المناطق المرتفعة من الخطوط والمصاطب وعدم إنتظام طبوغرافية الأرض يجعل الملح يظهر في هذه الأماكن المرتفعة عن سطح التربة وزيادة تركيزها. مما يركز المشكلة في منطقة معين مما يصعب عملية الغسل المنتظم بعد ذلك للأملاح.

هل يمكن الزراعة في التربة المالحة واستغلالها ؟

نعم وذلك في حال عرفنا كيف نتخلص من الأملاح ولو بطريقة مؤقتة في فترة زراعة المحصول. ويمكن استغلال الترب الملحية من خلال ما يلي:

1- عمل نظام صرف جيد للقيام بعد ذلك بعملية الغسيل قبل زراعة الخضروات والحاصيل الأخرى. حيث أن ري كوب واحد لكل دونم يقوم يتنزيل الماء لمعمق 1سم في التربة الطينية و2سم في التربة الرملية. وعلى ذلك نحتاج لطرد الأملاح الى عمق 60سم مثلاً وهي منطقة الجذور الفعالة يمكن الري 30-60 كوب للدونم حسب نوع التربة.

2- زراعة محاصيل تساعد على عملية الغسيل مثل زراعة الأرز الذي يحتاج لكميات كبيرة من الماء وبالتالي يساعد ذلك على تنزيل الأملاح للاعماق مرة بعد مرة حتى نبعد خطر الأملاح عن منطقة الجذور الفعالة.

3- إضافة محسنات التربة والمادة العضوية لتعمل على التقليل من الأملاح وظهورها على السطح ومنطقة الجذور الفعالة. حيث أغلب المحسنات تحتوي على الكالسيوم الذي يطرد الصوديوم ويقلل من تواجد كلوريد البوتاسيوم الملح القاتل للنباتات.

وما ذكر من 3 خطوات هي لمن يملك الإمكانيات للزراعة في التربة المالحة. اما لمن لا يمك الإمكانيات الكبيرة وخاصة صغار المزارعين يمكن عمل التالي:

1- إتباع الزراعة على خطوط والزراعة في قاع الخط حيث أن الأملاح تتزهر على قمة الخط.

2- الزراعة على مصاطب مائلة أو هرمية والزراعة أسفل المصطبة لنفس السبب السابق.

3- زراعة المحاصيل الشتوية واستغلال الأرض الملحية وقت الشتاء كون المطرغزيرة وبعمل على تغسل الأملاح.

4- الري بشكل متقار وكل يوم في حال الري بالتنقيط كون المياه تعمل على طرد الاملاح من حول جذور النباتات.

5- زراعة نباتات خضر ومحاصيل اخرى متحملة للملوحة مثل اللوبيا والسبانخ والبنجر والجزر البلدي.

طريقة تجهيز الأرض الملحية للزراعة

يمكن تجهيز الأرض كما هو المعتاد مع التركيز على بعض الأمور التي تخفف من أثر الملوحة ومن هذه الأمور ما يلي:

1- عدم الحرث الأرض حرثاً عميقاً وعدم استعمال المحراث القلاب حتى لا نزيد من ملوحة الطبقة السطحية.

2- عدم تعطيش النباتات مع تقصير فترة الري حتى لا تظهر مشاكل الملوحة ويتم غسل الأملاح بإستمرار.

3- من الضروري عدم تبوير الأرض حتى لا تتزهر الأملاح ونعاني منها في الزراعة اللاحقة.

4- اختيار الأصناف الأكثر تحملاً للملوحة مع التركيز على الأمور السابقة للحصول على نبات غير متأثر.

5- زيادة كمية الأشتال والبذور المراد زراتها لضمان تجاحها لإحتمال موت العديد منها بعد الزراعة.

6- الإهتمام بالصرف الزراعي والحرص على الغسيل والري على فترات متقاربة والإهتمام بوضع الجبس الزراعي.

ما هي أنواع نباتات الخضر التي تتحمل الملوحة ؟

1- نباتات تتحمل الملوحة بشكل كبير : حب ارشاد – البنجر – السبانخ – الهليون – اللوبيا – الخبيزة – الجزر البلدي – السلق.

2- نباتات تتحمل الملوحة بشكل متوسط : الطماطم – القرنبيط – الكرنب – الخس – البطاطس – الكنتالوب – الجزر – البص – البازيلاء – الكوسة – الخيار.

3- نباتات لا تتحمل الملوحة (حساسة) : الفجل – الكرفس – الفاصولياء – البطيخ.

تسميد الأرض المالحة

هناك بعض الأمور التي يجب مراعاتها عند تسميد الأرض المالحة وهي :

1- اختيار الأسمدة سريعة الذوبان والبعد عن الأسمدة التي صعبة الذوبان.

2- اختيار الاسمدة التي تحتوي على عنصر الكالسيوم مثل الجبس الزراعي ليحل محل الصوديوم.

3- البعد التام عن الأسمدة التي تحتوي على عنصر الصوديوم أو الكلور كونهما مصدر الملح.

4- الإهتمام بوضع الأسمدة العضوية لإحتوائها على مصدر الكالسيوم وحتى ولو بكمية أقل.

5- خلط قش القمح والشعير والأرز في الأرض حيث أنه من خلال التجارب أثبت أنه يقلل من الملوحة.

6- اضافة الكبريت الزراعي وحامض الكبريتيك والجير والمولاس يخلصنا من الملوحة الزائدة في التربة.

7- يمكن إضافة الكبريت الزراعي مباشرة على التربة كعنصر سمادي ومحسن للتربة للتخلص من الأملاح.

8- اضافة الأسمدة بعيداً عن موضع الجذور ومرقد البذور كونها يتمثل تركيبها وتنتج الأملاح بالتربة.

9- اضافة الجبس الزراعي على دفعات بدلاً من إضافتها على دفعة واحدة.

10- يفضل اضافة الجبس الزراعي مع المادة العضوية لتسريع عملها في التربة.

كما من الضروري الإهتمام بري الأرض الملحية ويعتبر نظام الري من أهم وسائل التخلص من الأملاح. وهنا نركز على الري بالغمر هو الأفضل حيث يعمل على الغسيل عند توفر مصرف جيد. وأن لم يكن متوفر يمكن تركيب شبكة الري بالتنقيط. ومن المهم أيضاً الري بماء قليل الملوحة ما أمكن والبعد عن مياه المصارف. وفي نهاية مقالنا نتمنى لكم دوام الصحة والعافية وزراعة ناجحة.

السابق
فيروس موزاييك الكوسة الأصفر (ZYMV)
التالي
إيهما أفضل ري المبيدات أم رشها

اترك تعليقاً